ومن منا ليست لديه ذكريات؟ يمتلك كل شخصٍ فينا مجموعةً من الذكريات بداخله، وقد تكون ذكرياتٍ حزينة أو سعيدة، جميلة أو قبيحة، وهذه الذكريات تربطنا بأناسٍ عرفناهم أو عشنا معهم لفترة ما، سواء في مرحلة الطفولة أو في مرحلة الشباب.

الذكريات القبيحة أو الحزينة لطالما حاولنا نسيانها وتجاهلها وتفادي التفكير بها، مما تخلفه علينا من حزنٍ ويأس وإحباط، وتساهم في خلق أحاسيس من الندم وتأنيب الذات والضمير؛ لذلك فلنجعل من ذكرياتنا السيئة درسًا و استفادةً للمستقبل، ولنتذكر دائمًا ما هو جميل وفاتن وملهم في عقولنا.

ذكرياتنا الجميلة، فأحياناً ننجرف مع أبسط هذه الذكريات، فنفكر فيها قليلاً ونسرح معها كثيرًا، فتتلاعب بنا كيفما تشاء كنسيمٍ عليلٍ يمر بنا فنتلذذ بمروره، و بعدها نشعر بالحنين إليها ومدى جمال التفكير فيها.

تلاطفنا مشاعرنا وتدغدغنا بسرية حيث نصبح نتبسم وحدما في صمتٍ وفي خفةٍ كالمجانين، ولا أحد يعرف سر تلك الابتسامة الخفيفة، ما وراءها، وما كبر قيمتها في خواطرنا، فنتذكرها بلحظاتها وأناسها وكل شيء موجود بها كيفما كان بسيطًا وبديهياً.

مهما بلغ بنا الكبر في العمر وزدنا في السنين، فستبقى بداخلنا لحظات محفورة للأبد حيث يصعب نسيانها مهما طال عليها الزمان و تقادمت في عقولنا، فلن تمحوها الأيام، وجميل بل رائع أن يكون لجميعنا ذكريات، والأجمل أن تكون مع أناس أحببناهم بصدقٍ، حيث ذكراهم وتذكرهم ينعش النفس والروح معاً، فتدمع العين ونتمنى تكرارها، ولكنها تظل ذكرى.
من موقع الذكريات