كون الانسان بطبعه لايستطيع ان يعيش وحيدا ، لذلك ذكر الله تعالى في كتابه الكريم(يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ) .

إن روعةَ الإسلام وجماله جعلت منه دينًا شاملاً يبحث في كل ما من شأنه إشاعة الحبِّ ، والمودة ، والانسجام ، والأُنس بين الناس ؛ لأنَّه إذا تَحقق ذلك الأُنس ، وتوهَّجت تلك المودة في قلوب الناس بعضهم ببعض ، فإن النِّتاج لا شَكَّ لن يكون إلا مُجتمعًا صالِحًا، للحق مُتَّبعًا ، وبالقرآن مُنتهجًا ، وللسنة مُحبًّا ومُتبعًا .

محبة الناس لبعضهم بعضا تجعلهم كالجسد الواحد ؛ يشعرون بالهمِّ في آنٍ واحد ، ويستلهمون الرضا من الرب الواحد.
وهو كذلك ما تُذاب به الهموم ، وتُحل به المشاكل ، وتُنوَّر به البصائر ، وترتاح به النفوس لبعضها
كذلك قد يكون ما يحقق للمتعارفين ما لم تحققه صلة الدم والقرابة .

والتعارف يحصل طبقة بعد طبقة متدرجا إلى الأعلى، فالعائلة الواحدة متعارفون، والعشيرة متعارفون من عائلات، إذ لا يخلون عن انتساب ومصاهرة، وهكذا تتعارف العشائر مع البطون، والبطون مع العمائر، والعمائر مع القبائل، والقبائل مع الشعوب، لأن كل درجة تأتلف من مجموع الدرجات التي دونها. فكان هذا التقسيم الذي ألهمهم الله إياه نظاما محكما لربط أواصرهم دون مشقة.

لذلك يجب على الإنسان المحافظه على هذا الترابط القيم بين الناس ودعمه بالتآخي والآلفه والمحبه فيما بينهم لعيش الناس حياة صفاء ونقاء تندرج تحت الخلق العظيم، ،