مواقع التواصل الاجتماعي والتطبيقات الإلكترونية أخذت انتشاراً عالمياً كبيراً ، وأصبحت لها أهمية كبرى عند مستخدميها ، وباتت شغلُ أكثر الناس صباح مساء ، حتى يكاد يعد الشخص نفسه غير طبيعي إذا لم يقم بزيارة يومية لتلك المواقع الاجتماعية !! ،

وهذا يدل على ارتباط استخدام مواقع التواصل الاجتماعي بأخلاقيات المترددين عليها ، على اختلاف أنواعهم ، من باحثين عن المعرفة ، ومريدي التواصل الاجتماعي ، ومروّجي الإشاعات ، وناشري الأقاويل الكاذبة ، والمعتدين على خصوصيات الآخرين،

فطبيعي أن تتأثر الأخلاق بالتعامل المستمر مع هذه المواقع والتطبيقات ، والمواقع والتطبيقات الإلكترونية لها أخلاق وضوابط يجب الالتزام بها ؛ لأنها مما أمر بها ديننا الإسلامي الحنيف ، ومثلها مثل التواصل التقليدي ؛ تحكمه أخلاق وآداب وقيم وعادات وتقاليد ، ومن هذه الأخلاق والآداب التي يجب العمل بها استحضار النية الصالحة بإرادة الخير والمنفعة للمتواصلين كافة وإصلاح ذات البين ،

وترك التصنع الذي يفعله بعض (مشاهير التواصل الاجتماعي) ؛ لأنه محرم وينال صاحبه إثم الكذب وإثم التصنع والرياء والشهرة ، ومنها الابتعاد عن الأخلاق المذمومة بجميع أصنافها كالحسد والعداوة وسوء الظن والكلام السيء وغيرها ،

ومنها التوسط والاعتدال في استخدامها وعدم قضاء أوقات كثيرة عليها ؛ لأن الوقت أمانة عظيمة سيسأل عنها الإنسان يوم القيامة ، فالتوسط والاعتدال في كل أمر خير وبركة ، والإسراف شر وبلاء ، ومنها التثبت في نقل الأخبار والمعلومات والتأكد من صحتها قبل نشرها للناس ، وعدم نقل الأخبار والشائعات ذات المصدر المجهول ؛ لأن الإسلام حث على تحري الصدق والأمانة عند نقلها ،

وحذر من الكذب أشد تحذير ، فتحري الصدق والأمانة في الأقوال والأفعال التي تنشر واجب على مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي وغيرها ، ومنها أخذ النافع وترك ما سواه لأن المتابع لمواقع التواصل يستقبل كمّا هائلاً من المعلومات حسب انتقائه واختياره فينبغي له أخذ النافع والمفيد منها وترك ما سواه ، ومنها تجنب التدليس فالمتتبع لمواقع التواصل الاجتماعي بأنواعها يجد أن التدليس صفة بعض المتواصلين ،

وله صور عديدة منها: انتحال شخصية الغير ؛ فهناك شخصيات حقيقية ، وأخرى وهمية ، ومن صوره كثرة عدد المتابعين الوهميين مما يغري الشركات التجارية على الإعلان في هذه الصفحات ؛ ظناً منها أنها لأصحابها الحقيقين ،

ومن صوره إنشاء مواقع تجارية وهمية مشهورة ، فيدخل المشتري ويدخل بياناته ؛ فيأخذها القراصنة ويستخدمونها لصالحهم ، ومن صوره الاستيلاء على أموال الناس بواسطة البطاقات الائتمانية المزورة ، وهذه الأمور كلها محرمة في الشريعة وتعتبر غش وتزوير وإساءة وإضرار بالآخرين ،

ومن أخلاقيات مواقع التواصل المحافظة على التواصل بلغة القرآن الكريم ؛ لأن اللغة تحيا بحياة الناطقين بها ، وترقى الأمم بذلك ، فاللغة هوية وسيادتها سيادة للقدرات والمكتسبات ، قال الإمام الشافعي رحمه الله: “اللسان الذي اختاره الله لسان العرب ، فأنزل به كتابه العزيز ، وجعله لسان خاتم أنبيائه محمد صلى الله عليه وسلم ، ولهذا نقول: ينبغي لكل أحد يقدر على تعلم العربية أن يتعلمها ؛ لأن اللسان الأولى بأن يكون مرغوباً فيه”.

ومن أخلاقيات مواقع التواصل الاجتماعي الالتزام بحدود التواصل بين الرجل والمرأة وأن يكون لضرورة وحاجة نحو: التواصل في طلب العلم ، والتعامل ببيع أو شراء ، أو استفتاء ، أو لمصلحة العمل وغير ذلك مما تدعو الحاجة إليه ، ويدخل في الكلام المنطوق الكلام المكتوب فيجب الالتزام فيه بحدود الشرع.