كثر القلق في عصرنا ولكن هذا الأمر له حلول كثيرة في ديننا ، ومن أهم الحلول التي تساعد الإنسان على تغيير حياته والرقي بها نحو النجاح ليعيش حياة سعيدة ومريحة بعيداً عن القلق والخوف.

أولاً: الثقة بالله تعالى وتكون بتقوية الإنسان إيمانه بالله عز وجل وتحقيق التوحيد الخالص له جل وعلا ، وأداء العبادات الواجبة من صلاة وصيام وزكاة وحج ، وأن يتوكل على الله ويقوي يقينه بقدرته سبحانه وأن الأمور كلها بيديه ، وأن بعد العسر يسر وبعد الشدة فرج وبعد الظلام نور فالقرب من الله سعادة تامة ويحقق للإنسان الراحة النفسية والطمأنينة والسلام الداخلي.

ثانياً: النظر إلى الجانب المشرق في الحياة: فالحياة رحلة قصيرة جداً ولا تستحق منا القلق والخوف والهم والغم والعداوة والكره قال السعدي رحمه الله: “الدنيا لا تساوي هم وغم ساعة ، فكيف بهم وغم العمر”.

فكونوا إيجابيين وحاولوا أن تتذكروا المناسبات السعيدة التي مررتم بها في حياتكم ، وتذكروا النجاح الذي تم تحقيقه خلال مسيرتكم العلمية والعملية والخاصة ، وكم هي المرات الكثيرة التي نجحتم فيها وتجاوزتم المشاكل والعقبات ؛ لأن هذا التفكير الإيجابي سيوصلكم إلى السعادة والراحة النفسية.

ثالثاً: اطوي صفحات الماضي المؤلم وعيش يومك الذي أنت فيه: فالماضي عند العقلاء يطوى ولا يروى ، وما قضى الله كائن لا محالة ، والشقي الجهول من لام حاله ؛ لأن التفكير في الماضي وتقليب صفحاته ، ضياع للحاضر وتدمير للمستقبل ، فعش في حدود يومك الذي أنت فيه ، ولا تعطي الأمور أكبر من حجمها ، ولا تقتل المتعة والسعادة ، فأمس مضى وما مضى فات ، والمؤمل غيب ، ولك الساعة التي أنت فيها، فأمس مفقود ، واليوم موجود ، وغداً مولود ؛ فلا تضيع سنين وأيام وساعات عمرك في أمر لا تستطيع رده وإعادته ، وتجلب على نفسك القلق والهموم.

رابعاً: خذ قسطاً من الراحة: السهر المتواصل والعمل المتعب الشاق ، والإجهاد المتكرر وقلة النوم ؛ تتسبب في القلق وسوء الحالة النفسية للإنسان ، وتجعله متوتر ومنزعج طوال الوقت ؛ لأن النفس البشرية إذا كلت وتعبت ملت ، وينبغي عليك أن تريح جسمك وعقلك بالنوم الكافي وبالترويح مع العائلة أو الأصدقاء ؛ لأن لنفسك عليك حقاً ، وهذا الأمر سيجدد طاقتك ونشاطك ، ويقوي جسدك وعقلك ، لأن الحصول على الراحة والاسترخاء يزيد إفراز هرمونات السعادة والهدوء ويجعلك بعيداً عن القلق والتوتر.

خامساً: استمتع بقراءة القرآن الكريم وسماعه: القرآن غذاء الروح ، وبه يحيا القلب ويسعد ، قال عثمان رضي الله عنه: “لو طهرت قلوبكم ما شبعت من كلام ربكم” ، وهو نور فوق الأرض ، وتحت الأرض ، ويوم العرض ، والحسنة فيه بعشر حسنات إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة لا يعلمها إلا الله ، فقراءته والاستماع إليه والاستشفاء به عبادة يؤجر عليها الإنسان ، وهو يحسن الحالة النفسية ويبعد القلق والاكتئاب والأفكار السلبية ، ويكون سبباً في الشفاء من الأمراض.

ساساً: مارس الرياضة وابتعد عن التدخين والمنبهات:
الرياضة وزيادة المجهود البدني الطبيعي يقلل من مستويات القلق بشكل كبير، لذا احرص علي القيام بالتمارين الرياضية لمدة 30 دقيقة يوميا حتى تزيد من هرمون الدوبامين المنشط للجهاز العصبي ، وتجنب التدخين والمشروبات المنبهات ؛ لأن الكافيين يزيد القلق والتوتر.

فارضو بالقضاء والقدر ، واصبروا في السراء والضراء ، ليتحقق لكم الأمن النفسي ، وتعيشوا السعادة ، وخذوا بهذه الحلول التي ذكرتها لتحققوا “لا قلق بعد اليوم”.