كان عندي غزال كفه محنا
وعيونه حلوة وعسلية
سهاني يا ناس وشرد مني
وأنا دبت فيه الحنية
ظالم يا غزال
حسنك قتّال
ظالم يا غزال

أنهكنا أنفسنا وكادت أن تتلف رُكُباتنا وأعصابنا في التمارين الصباحية والمسائية، وأثقلنا كاهلنا بما لا يطاق من أجل( أبو عيون عسلية وكف محنا)، مجرد أن نسمع كلماتها على لسان المنشدين من زملائنا تزيدنا طاقة وجهداً، وربما كم من ركبة أصبحت ضحية الاحتكاك بسبب تلك الكلمات، وربما أن هناك من هو ما زال أسيرا لها حتى كتابة هذه السطور..

كلما أرادوا منا جهودا بدنية عالية أتوا بتلك الكلمات الخادعة، انصرمت أعمارنا، وانحنت ظهورنا، وشابت لحانا ونحن لا نعرف أي شيء عن هذا الغزال إلا بما يهرفُ به علينا (البكاشون)  ونحن لهم مصدّقون..!!

وبعد أن أنار الله بصيرتنا وجدنا أن هذا الغزال مجرد دابة برية وهي من فصيلة الماعز ولا فرق بينها وبين (التيوس والجفار)، وأنها من ذات اللحوم الحمراء، وتبين لنا أن أغلب عيون الدواب عسلية اللون بما فيها القرود والحمير(أعزكم الله)؛ إذن ما هو الفرق بين الغزال وبقية الدواب..؟!!.. لا يوجد شيء..!!

وبعد هدر العمر؛ و(كرف) أجسامنا وإنهاكها حذرنا الأطباء من اللحوم الحمراء، وأن لها أضرار تقتضي التقليل من تناولها، وأنها سبب من أسباب ارتفاع الكوليسترول المضر..

حينها حدث نقاش حاد بين مؤسساتي الداخلية، أين ذهب التطبيل لهذا الحيوان..؟!!.. هذا التطبيل الذي قصم ظهورنا..

ومن بعد التصريح الطبي ونفسي غاضبة عليّ مدعية أنني سبب الجور الذي مرت به طيلة السنوات الماضية..

بسببه تم استنزاف عمري، ونشاطي البدني، وحتى هذه اللحظة لم أتناول لحم الغزال، ولم أشاهده على الطبيعة إلا ما تعرضه لنا الأفلام الوثائقية..

ومن هذه اللحظة ومستقبلا ً لا أسمع أو أقرأ لأحدٍ منكم يتحدث أو يكتب عن هذا الحيوان الذي بسببه (تمردغت ) ثلاثون عاما وعلى حساب طاقتي الجسمانية، كان الله في عوني وفي عون الضحايا أمثالي وهم كُثُر..