عدو الأمس صديق اليوم، صديق الأمس عدوّ اليوم..!! من يصدق أن يوم السبت في الأمس القريب ومنذ توحيد المملكة الحبيبة وهو الكابوس الذي  يكتوي به الموظفين مرة كل أسبوع، ومن يصدق أن الخميس(الونيس) انقلب نصفه ضدنا..!!

من سمح لهذين اليومين أن يتابدلا الأدوار، فكيف لنا أن نستمتع فرحين بيومٍ كان بالأمس يوم كر وفر، وكيف نواجه يوماً كان جميلاً بوجوه شاحبة مُتعبة..!!

كم من مرة اتنزع السبت ملامح المتعة وبهجة السعادة من ملامحنا التي هي لم تسلم من عبث  الطبيعة في بلادنا الحبيبة..!!

كم من مرة اختطفنا من بين والدينا وأهالينا وذهب بنا إلى أماكن بعيدة، ورمى بنا في أماكن شتى وأحياناً في العراء معرضين لعوامل الطبيعة الحارة والباردة..

أيها السبت؛ اليوم أنت الصديق؛ ولكن بعد أن أفنيت الكثير من حيويتنا وشبابنا، فكيف لنا أن نتأقلم مع حسنك المتأخر بعد لوعاتك القبيحة..!!

كيف لنا أن نتناسى الماضي الأسود لسيء الصيت السبت ونفتح معه صفحة جديدة ونستمتع معه..!!

أيها السبت كان هناك بشر يشبهونك  في الكراهية في زمانك الغابر لا نعلم عنهم وماذا حل بهم، نخشى أنك غمستهم في وحل النصف الأول من نهار الخميس ..

فقد ورّث السبت سلوكه السوداوي للنصف الأول من يوم الخميس وعلى جميع الأشكال التي تشبه سبتنا القديم مغادرته للنصف الأول من نهار يوم الخميس الكئيب معززين مكرمين؛ من فضلكم لا تحرموننا المتعة..

أيها السبت الحديث ليتك تهمس في أذنيّ الأحد وتسمعه طرب شعوب (الفلّة) لعلّ وعسى أن يحذو حذوك، وحينها تتسع دائرة الفرح والمرح..!!

أيها الخميس نعاتبك عتاب المحب ألم نكن نحن الذين نفرش لك الأرض وروداً ونمدّ البساط تحت شمس الشتاء، وفي بهو الاستراحات ليلاً وفي البيداء يلفنا النسيم العليل، كم من ليلة آنسناك بحيويتنا وحُسن أحاديثنا الماتعة وبشاشة وجوهنا..

كم من ليلة فيك احتفلنا وغنينا، وقدّمنا أجود أصناف المأكل والمشرب، وأسهبنا في أعذب الأحاديث الماتعة، وأشعلنا روح الرياضة والمرح، وأعذب الأمسيات الشعرية..

أيها الخميس ليتك تمنح أول نهارك الكئيب من رياحين أواخر يومك البهيّ..!!.. حينها نرفع القبعة احتراماً لك عند كل إشراق..

خربشات: أحد ضحايا السبت القديم..