القوة والأمانة من مقومات نجاح الأعمال والوظائف ، فالقوة تضمن القدرة على القيام بالعمل المطلوب وأداءه من غير تقصير، والأمانة تضمن إتقانه وحفظه من دون نقص، وليس المقصود بالقوة قوة البدن فقط ، بل هناك أعمال ووظائف تحتاج قوة لسان ونطق، وهناك أعمال تحتاج قوة بيان وكتابة، وأعمال تحتاج قوة تفكير وتخطيط.
وشرط القوة يكون حسب كل عمل ، والله عز وجل قال عن نبيه يوسف عليه السلام:

﴿قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَآئِنِ الأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ﴾. [يوسف: 55].

فقوة يوسف هنا بعلمه وحسن تدبيره وتصريفه ما في الخزائن ، إن القوة والأمانة وصفان قد يقل اجتماعها في بعض العمال والموظفين ، فقد يوجد موظف قوي لكنه خائن، وقد يوجد إنسان أمين لكنه ضعيف ، فإذا لم يجتمع هذا الوصفان في موظف ووجد واحد منهما فيتخير للعمل ما يناسبه ، فقد يحتاج عمل ما قوة موظف أكثر من أمانته ، وفي عمل آخر يحتاج أمانته أكثر من قوته.

إن من أسباب نجاح الأعمال والوظائف وقيام الأمانة فيها أن تراعي الشركات والمؤسسات موظفيها والعاملين فيها بأن تعطيهم الراتب الكافي -حسب العمل- الذي يضمن لهم حياة كريمة مستقرة حتى لا يكون ذريعة للموظف أو العامل لأخذ المال بطرق محرمة ، والتشجيع من قبل الوزارات أو الشركات لموظفيها يعد حافزاً مهماً في نجاح الأعمال واستقرار الموظفين.

ومن صور أداء الأمانة في الوظائف والأعمال والتي يجدر بالموظف العمل بها:

الإخلاص في إتقان العمل والجد والاجتهاد فيه وإتقانه والبعد عن الكسل ، قال صلى الله عليه وسلم: ” إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه) ، وأن يؤدى العمل على الوجه الأكمل من غير تأخير أو مماطلة ؛ لأن تعطيل مصالح المسلمين وتأخير معاملاتهم دون سبب أو مبرر فيه إثم عظيم وإيذاء للمسلمين وقد يدعون على الموظف فيستجيب الله دعائهم فلا يوفق في حياته ؛ لأن الموظف ما وضع في هذا العمل إلا ليؤدي عمله وينجز معاملات الناس قال عليه الصلاة والسلام: (الخازن الأمين الذي ينفق – وربما قال: يعطي- ما أمر به كاملاً موفراً طيباً نفسه إلى الذي أُمر به أحد المتصدقين) ، وأن يبتعد عن أخذ الرشوة ومد يده إلى الحرام، فما دام أن الموظف يأخذ أجراً على عمله فلا يحل له أن يأخذ المال من الناس قال صلى الله عليه وسلم: (من استعملناه على عمل فرزقناه رزقاً فما أخذ بعد ذلك فهو غلول) ، وأن يحافظ على ممتلكات العمل من الأموال والأدوات والسيارات والآلات وغيرها فلا يعبث بها أو يتلفها أو يستخدمها لنفسه ؛ فالله تعالى سيسأل ويحاسب يوم القيامة الموظف في وظيفته والعامل في عمله ، قال عليه الصلاة والسلام: (لا تزول قدما ابن آدم يوم القيامة عند ربه حتى يسأل عن خمس: عمره فيما أفناه، وعن شبابه فيما أبلاه، وماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه، وماذا عمل فيما علم).