اللغة هوية ثقافية ورسالة إنسانية لكل أمة من الأمم ، وفكر ناطق ، ولسان قائل ، ووسيلة اتصال مع الأخرين ، ولها قيمة كبرى في حياة الأمم والشعوب ؛ لأنها هي الوسيلة التي تحمل الأفكار وتوصلها للآخرين ، والجانب اللغوي جانب مهم من جوانب الحياة ، وهي تاريخ الأمة يقول الأديب الرافعي رحمه الله: (إن اللغة مظهر من مظاهر التاريخ، والتاريخ صفة الأمة كيفما قلّبت أمر اللغة – من حيث اتصالها بتاريخ الأمة واتصال الأمة بها – وجدتها الصفة الثابتة التي لا تزول إلا بزوال الجنسية وانسلاخ الأمة من تاريخها).
واللغة العربية هي معجزة الله الكبرى في الكتاب الخالد القرآن الكريم ، حملت رسالة الإسلام إلى العالم ، فهي لغة الدين والثقافة والحضارة والحاضر والمستقبل ، وأقدم اللغات التي تحتل مكانة عالمية عالية إلى زمننا الحاضر ، وهي أساس لكل لغات العالم ، ولها خصائص كثيرة ومتنوعة ، فهي قوية المباني كثيرة المعاني ، جميلة الألفاظ والتراكيب الرائعة ، والاشتقاق ، والنحو والصرف ، والبلاغة والأدب ، والشعر والنثر ، والبناء والصيغة ، والإيجاز.
وقد أمر الصحابة رضي الله عنهم بتعلمها وبينوا فضلها قال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه: (تعلموا العربية ؛ فإنها تزيد في المروءة ، وتثبت العقل).
وقال الإمام ابن كثير القرشي رحمه الله عن اللغة العربية: (أفصح اللغات ، وأجلاها ، وأحلاها ، وأعلاها ، وأبينها ، وأوسعها ، وأكثرها تأدية للمعاني التي تقوم بالنفوس ، فلهذا أُنزِلَ أشرف الكتب بأشرف اللغات).
ويقول الشاعر حافظ إبراهيم رحمه الله أبيات جميلة عن اللغة العربية:
وسِعتُ كِتابَ اللهِ لَفظًا وغاية وما ضِقْتُ عن آيٍ به وعِظاتِ
فكيف أضِيقُ اليومَ عن وَصفِ آلة وتَنْسِيقِ أسماءٍ لمُخترَعاتِ
أنا البحرُ فِي أحشَائِه الدُرّ كَامِنٌ فهَلْ سَألُوا الغَوّاصَ عن صَدَفاتِي
ولا يوجد لغة في العالم تأتي في مكانتها ، وقد أثرت اللغة العربية في اللغات الأخرى بواسطة الحروف والمفردات ، والمعاني والتراكيب ، والأصوات.
والكلمات العربية كثيرة جداً في اللغات الأخرى كالإسبانية والبرتغالية والألمانية والإيطالية والإنكليزية والفرنسية والفارسية والتركية وغيرها.
واللغة العربية هي هوية الأمة ، وأساس وحدتها ، وأغنى لغات العالم ، وموافقة لمتطلبات العصر الحاضر والمستقبل.
فافتخروا بلغتكم ، واعتزوا بها ، وانشروها في العالم ، وتحدثوا بها ، وحافظوا عليها ؛ فالحفاظ على اللغة مسؤولية الجميع ، فهي مصدر عزنا وقوتنا بعد الإسلام ، حفظ الله لغتنا الجميلة ، لغة القرآن الكريم وأدامها وجعلها عزاً للإسلام والمسلمين.