منذ قرون ومنذ نشوء الحضارات البائدة والحالية والذئب رمز للقوة والشجاعة والفطنة رغم غدره بالبشر وعدم ألفته لهم مهما أكرموه؛ ما أن يجد فرصة ينقض ّ عليهم ويفترس مواشيهم، وربما افترسهم هم أنفسهم غير آبهٍ بالمكانة العالية من خصومه الذين افتعلهم بتصرفاته العدوانية الغادرة.

من فصيلته الكلب الحارس الوفي المسالم للإنسان أكثر من بني جلدته؛ رغم أنه بهيمة إلا أنه خدوم مثله مثل الحمار فكلاهما شركاء في التنمية وشئون الحياة مقابل توفير القليل من الطعام والشراب فقط؛ وكلاهما يرضى بالقليل من حسن المعاملة؛ ولكن النظرة هنا مختلفة ودونية.

ومع ذلك فكلاهما مصدرا للشتيمة والغباء عند الإنسان الذي لا يحترم إلا خصومه الأقوياء، هناك مشكلة عند البشر في التعامل مع بعض المخلوقات الأخرى؛ أحياناً تدخل في حيّز نكران الجميل.

منذ سنوات وأنا أنظر نظرة عاطفية بحتة حول تعامل البشر مع هاتين البهيمتين ولم أتوصل لحل هذا اللغز المثير للشفقة في نظرتي الشخصية التي ربما أنها قاصرة..

قبل أيام قليلة زرت إحدى المناطق السياحية في وطني الحبيب وفي مكان الإقامة شاهدت كلباً رابضاً؛ ومرّ قرداً وعندما اقترب منه توقف فجأة وألقى نظرة يشوبها الاحتقار وتفحصه بنظرات مطولة واقترب منه ببطء وصفعه بكفه صفعه مدوية وكأنها صفعة آدمي.

ألتفّ الكلب حول نفسه عدة مرات توقعاتي أنها من شدة الألم مع نباح المتألم حتى بحّ صوته وانقطع وربض ووضع رأسه على الأرض، ملامحه تدل على عجزه عن أخذ ثأره، تفرّج عليه القرد وانصرف غير آبهٍ به.

بعد هذا الموقف ربما أغيّر أفكاري أن البشر محقين في تصنيفهم للدواب ووضعها في المكان الذي يليق بها.

هل ترون أن معاملة البشر للكلاب والحمير- أكرمكم الله- معاملة عادلة أم تحتاج إلى تغيير إكراماً لحسن صنيعهما للبشر..؟!!

(خضيّر) خدوم ومكافح إلا أن حضه عند ابن آدم رديء، تكفيه(احدجة) واحدة طوال اليوم؛ هذه الدابة مظلومة..!!