كلنا يعلم جيدًا أن العمل أمانة ومسؤولية.
المهام هي الأعمال الموكلة إلى موظف ما في إدارة معينة أو من قبل الرئيس المباشر ويتم القيام بها في وقت محدد ووفق ضوابط معينة.

قبل عدة أيام دخلت إلى مكتب مديرتي بالعمل بغرض طلب الاستئذان بالخروج من الدوام، وأخبرتها أنني أنهيت أعمالي وليس لدي عمل حينها يمنعني من الاستئذان.

فبادرتني بالسؤال: “هل أنهيتِ جميع أعمالك وملفاتك؟”
صراحة لم يرق لي ذلك السؤال، كوني أعرف نفسي جيدًا ورئيستي أيضًا تعلم مدى حرصي الكبير على إنهاء أي عمل وفي أي وقت، لم أكن يوما ممن يركنون أعمالهم ويجعلونها معلقة لأجل غير مسمى.

لا ضير من السؤال، فهو حق من حقوق الرئيس أن يسأل ويطمئن على سير العمل الموكل للموظف، ولكن الطريقة في طرح السؤال هي ما أزعجني، طريقة السؤال والجواب ، لدرجة أنني رغبت بأخذها من يدها وعرض أعمالي المنجزة أمامها. العمل نتائج تلك هي مبادئي وقناعاتي.

تعودت منذ انخراطي بالعمل الإداري أن أعد لنفسي قائمة بالأعمال اليومية، خطة عمل، وأن أقسم وقتي على حسب مهامي اليومية وعلى حسب الأولوية، وألا تبقى مهامي معلقة فوق رأسي، وأن أؤدي واجبي المناط إلي على الوجه الأكمل؛ وذلك لأنني أعلم جيدًا فائدة تنظيم الوقت لتنفيذ المهام المطلوبة، وحسب الخطة التي تم وضعها من قبلي.

على مدار سنوات خدمتي بالعمل لم أحب يومًا التقاعس في تأدية أي عمل يؤكل إلي وفي حدود قدراتي، لأنني أعلم جيدًا أن العمل بدون تخطيط سوف ينتج عنه هدر كامل للوقت والجهد فيما بعد؛ لذلك تنظيم الوقت يعد ضرورة من ضروريات العمل بشكل كبير جدًا.

لم أحبذ يوما التحدث مع زملاء العمل أثناء أوقات العمل الرسمية؛ وذلك حرصًا على عدم تضيع الوقت المخصص للعمل.

انا لست مهووسة بالكمال، ولكنني أحب عملي وأرى نفسي معتدلة في أداء مهامي، بدون إفراط ولا تفريط. لا أستسيغ الفكرة والكلمة المتداولة بين الموظفين “مشّي مشّي واخلص”. للأسف، الإخلاص والجدية قد يراه البعض عيبا، وأن أخلاقيات العمل والانضباط لم يعد له مكان في هذا الزمن الذي يرفع شعار اللامبالاة.

إن المهام المؤجلة والضغوط الناتجة عنها لن تنتهي ما حيينا، فهذه لعبة الحياة، وأن السر كله في تعلم إدارة الوقت ، فإذا لم نحسن إدارته حتمًا سينتهي بداخلنا الشغف، ليتحول المرء لشخص مثقل بالأعباء.
 
لذلك وبلا شك إن تنظيم الوقت يعتبر حل سحري يكفل إنجاز المهام بهدوء وفي غير استعجال وبجودة أكبر. وذلك بطبيعة الحال يجعلنا نشعر بشعور نفسي جيد للغاية حينما نراجع قائمة المهام ونجد أننا انجزنا الكثير منها.

تعودت أيضًا أن أترك وقتًا ضئيلا لنفسي في برنامجي اليومي للراحة أو قراءة صفحة من كتاب، فأنا عندما أغادر مكتبي أغادره تمامًا.

خطط ليوم الغد، رتب أولوياتك، وحدد أصعب المهام التي تحتاج للمعالجة فورًا وأيها قابل للمفاوضة والتأجيل ليوم آخر، احرص على تحديد الأهداف لتعرف ما الذي يتوجب عليك إنجازه ومتى. هذه الخطة الواضحة ستساهم في المحافظة على وقتك في اليوم التالي، وألا تكون بيوم ما عرضة لأسئلة قد لا يكون لها إجابة.