شكراً لجنودنا الأبطال الذين يذودون عن حدود الوطن ويحمون مقدساته ومقدراته ومكتسباته ، فكلمة شكراً لا تفي بحقكم العظيم والكبير علينا ، فجميع الوطن بقيادته ورجاله وشبابه ونسائه يفتخرون ويعتزون بما تقدمونه من شهادة وتضحيات وبطولات عظيمة في ميادين العز والشرف والكرامة ، فأنتم استشهدتم مقبلين غير مدبرين ، وهذا غير مستغرب منكم ، فهو نابع من حبكم الكبير لدينكم ثم مليكم ووطنكم فقد ضربتم أسمى وأغلى معاني البطولة والنصر في حماية الدين والوطن والدفاع عن مهبط الوحي ، ومنبع الرسالة ، وقبلة المسلمين ، بلاد الحرمين الشريفين.

ونحن تعلمنا منكم كل معاني الشجاعة والإقدام والتفاني ، والحزم والعزم ، والهمة العالية، والصدق والأمانة ، والإخلاص والوفاء ، والصبر والثبات ، والإيمان القوي واليقين بنصر الله ، فأنتم الرجال وفخر هذا الدين والوطن ومنصورين بإذن الله تعالى ، وستحكون لأولادكم وبناتكم ذات يوم قصِّة جهاد ونصر ، والمساجد عامرة بالدعاء لكم ، وكل مواطن ومقيم يدعو لكم بالنصر والتمكين ، ويشكرونكم ويثنون عليكم ، ويذكرونكم بالذكر الحسن.

ونذكركم إخوتي رجال وأسود القوات المسلحة بفضل الرباط في سبيل الله قال صلى الله عليه وسلم: (رباط يوم في سبيل الله خير من الدنيا وما عليها وموضع سوط أحدكم في الجنة خير من الدنيا وما عليها). صحيح البخاري.

وقوله: (رباط يوم وليلة خير من صيام شهر وقيامه ، وإن مات مرابطاً جرى عليه عمله الذي كان يعمله ، وأجري عليه رزقه ، وأمن من الفتان). صحيح مسلم.

وأبشركم ببشارة الرسول عليه الصلاة والسلام بقوله: (عينان لا تمسهما النار عين بكت من خشية الله وعين باتت تحرس في سبيل الله). صحيح الترمذي.

فهنيئاً لكم ما أنتم فيه من الرباط في سبيل الله ، فأنتم في خير عظيم ضحيتم بأرواحكم وسهرتم على حدودنا لنرقد نحن بسلام واطمئنان ، ولينعم الوطن والمواطن بالأمن والأمان ، ولسان حالكم يقول:

من يشوف أفعالنا ما نوى غير الهروب *** واقفينٍ قلـب واحـد ونعلنهـا علـن
جيشنا من ينوي الشر شبو به شبـوب *** راية التوحيد تبقى على طـول الزمـن

أبطالنا حماة الدين والوطن ودرعه الحصين لا تستطيع كلماتي المتواضعة وصف ما أحمله لكم من مشاعر الفخر والاعتزاز والشكر والتقدير والاحترام والعرفان لجميع أبطالنا المرابطين من جميع أفرع القوات المسلحة والحرس الوطني والأمن العام أفراد وضباط ، صقور الجو، وأسود الأرض ، وهوامير البحر ، وشكراً لكل الشهداء ، وشكراً لأسر الشهداء.

إِنْ كَانَ شُكْرًا حَقُّكُمْ أَنْ تُشْكَرُوا *** كُلُّ الْبِلادِ بِبَذْلِكُمْ هِيَ تَفْخَرُ

فالقيادة الرشيدة قدمت الغالي والنفيس لكم ولم تقصر في أي شيء ، وتولي جلّ اهتمامها وعنايتها ورعايتها لجنودنا وأبطالنا البواسل وتدعم أسر الشهداء نفسياً وتعليمياً واجتماعياً ومالياً من خلال تقديم الدعم المالي لهم وسداد ديونهم ، وتعليم أولادهم وبناتهم في المدارس والمعاهد الخاصة والجامعات التي تطور مسيرتهم التعليمية ، وتوظيف أبنائهم وبناتهم ، وتدعمهم نفسياَ من خلال تواجدهم في الاحتفالات الرسمية والاحتفاء بهم وتكريمهم ، وجميع الوزارات قدمت عدة مبادرات خدمية لمرابطي الحد الجنوبي وسخرت كل إمكانياتها لخدمتهم نيابة عنهم.

فهنيئا لمملكتنا الحبيبة مملكة الإسلام والتوحيد والسنة وجود أمثالكم الشجعان تدافعون عنها بكل بسالة ، ودمتم للدين والوطن فخر عز وتمكين ، فأنتم تاج رؤوسنا وسيدون التأريخ لكم بطولاتكم ، والله لن يضيع إخلاصكم لدينكم ووطنكم الغالي.

اللهم إنّ أبطال الحد الجنوبي المرابطين صدقوا ما عاهدوا الله عليه ، اللهم احفظهم وثبت أقدامهم وسدد رميهم ، وتقبل شهدائهم ، وانصرهم نصراً مؤزراً يا قوي يا عزيز ، واجعل كيد أعداء الدين والوطن في نحورهم ، واحفظ بلاد الحرمين الشريفين وولاة أمرها ورجال أمنها وعلمائها من كيد الكائدين ، وحسد الحاسدين يا رب العالمين.