تعتبر الصلاة في الإسلام من أعظم الفرائض التي فرضها الله عز وجل على المسلمين وهي الركن الثاني من أركان الإسلام بعد الشهادتين وعمود الإسلام وأول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة، ولها أوقات محددة لابد من أدائها فيها كما قال الله تعالى في القرآن الكريم ” إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا ” لذا من الواجب على المسلم الالتزام بأوقاتها كم أمره الله، لا كما تأمره نفسه والمحافظة عليها كما وصف الله عباده المؤمنين في كتابه ” وَالَّذِينَ هُمْ عَلَىٰ صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ “.

وسوف نخصص هذا المقال لموضوع التهاون في الصلاة وليس تركها لأن المتهاون في الصلاة قد يكون تاركا لها تهاونا واستخفافا والعياذ بالله ويقتصر تهاونه بها على تأخيرها عن وقتها أو عدم إتقان شروطها أو واجباتها أو عدم الخشوع فيها.

أهم أسباب التهاون في الصلاة :- وسوف نركز على أهمها وأكثرها تأثيرا وهي:

1- ضعف الاقبال على الله عز وجل وعدم التقرب منه بالشكل الذي فرضه الله على المسلم.
2- ضعف الايمان بالله والتأثر بملهيات الدنيا الفانية والانجراف لها.
3- إتيان الذنوب والمعاصي التي تقيد صاحبها عن أداء الطاعات وهي من آثار الذنوب والعياذ بالله.
4- الاستخفاف بأوامر الله في أداء الصلاة ونواهيه، في التهاون بها وشروطها وواجباتها.
5- الجهل بعقوبة التهاون في أداء الصلاة والجهل بثمارها الدنيوية والدينية.
6- الجهل بعظمة فريضة الصلاة في الإسلام وأهميتها للمسلم في الدنيا قبل الآخرة.

معينات أداء الصلاة في أوقاتها :-
1- الالتزام بأوقات الصلوات باستخدام المؤقت (المنبه) بعناية ودقة فائقة وعدم السهر لفترات طويلة من الليل.
2- ذكر الله وقراءة القران على الدوام واعتبار الصلاة من الأولويات في البرامج اليومية.
3- مصاحبة الأخيار والصالحين ومجالستهم التي تذكر بالطاعات وأعمال الخير وأداء الصلوات.
4- إتباع سنة نبينا وشفيعنا محمد عليه الصلاة والسلام والسلف الصالح وأهل العلم في الصلوات والنوافل.
5- الحرص على مجالس الذكر والندوات والمواعظ الدينية التي تشجع على عدم التهاون في الصلوات.

طريقة نصح المتهاون في الصلاة :- قد يكون الأسلوب في النصح هو أهم ما يحدث التغيير في المتهاون ونلخصه في التالي :
1-النصيحة بالحكمة واللين: كما قال الله تعالى في سورة النحل ” ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ۖ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ۚ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ ۖ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ” (الآية 125).
2- اختيار التوقيت المناسب للنصيحة: فليس من المنطق تقديم النصيحة في أوقات ذروتها أو انشغال قلب المسلم وعقله بأمور أخرى أو في أوقات الهم والحزن العصيبة أو موجات الغضب.
3- سرية النصيحة وعدم الجهر بها: من الواجب أن لا تكون النصيحة أمام الناس لعدم الإحراج الذي يؤدي للتمادي في العصيان من المقصر والإصرار على التهاون والخطأ.
4- اختيار المفردات والكلمات الطيبة: وذلك لما لها من آثار بالغة في نفس المقصر وتوقيره والشفقة عليه ومدى تقبل النصيحة وعلاج التقصير كما قال الله تعالى في سورة إبراهيم ” أَلَمۡ تَرَ كَيۡفَ ضَرَبَ ٱللَّهُ مَثَلٗا كَلِمَةٗ طَيِّبَةٗ كَشَجَرَةٖ طَيِّبَةٍ أَصۡلُهَا ثَابِتٞ وَفَرۡعُهَا فِي ٱلسَّمَآءِ ” (الآية 24).
5- التركيز على أهمية الصلاة وفضلها وثمارها: وحبذا أن تكون من مسلم قدوة حسنة يحترمه الناس ويوقروه لتكون أكثر تأثيرا وفاعلية على المقصر والمتلقي أيضا.
6- إبعاد المسلم عن أسباب التقصير: أمثال رفقاء السوء وإبدالهم بالصحبة الصالحة مع الاجتهاد في الابعاد عن جميع الوسائل التي تساهم في التقصير وفساد الأخلاق مثل قنوات التلفاز ووسائل التواصل الاجتماعية السيئة.

فضل وأهمية الصلاة في الإسلام :- بمعرفة فضل وأهمية الصلاة يزول التهاون من قلب المسلم بحول الله، فالصلاة هي الفارق بين الإسلام والكفر وهي صلة بين العبد وخالقه عز وجل وهي ركن عظيم من أركان الإسلام وبها يتحقق صلاح العبادات والاعمال، وفي المحافظة عليها محافظة للدين وراحة للقلب وطمأنينة للروح والفؤاد ونور للإنسان من الله عز وجل وأمان من الهلع والجزع بفضل الله وتنهى عن الفحشاء والمنكر والبغي ومكفرة للمعاصي والذنوب التي تقع بالليل والنهار لقول المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام ” تَحْتَرِقُونَ تَحْتَرِقُونَ، فَإِذَا صَلَّيْتُمُ الْفَجْرَ غَسَلَتْهَا. ثُمَّ تَحْتَرِقُونَ تَحْتَرِقُونَ، فَإِذَا صَلَّيْتُمُ الظُّهْرَ غَسَلَتْهَا. ثُمَّ تَحْتَرِقُونَ تَحْتَرِقُونَ، فَإِذَا صَلَّيْتُمُ الْعَصْرَ غَسَلَتْهَا. ثُمَّ تَحْتَرِقُونَ تَحْتَرِقُونَ، فَإِذَا صَلَّيْتُمُ الْمَغْرِبَ غَسَلَتْهَا. ثُمَّ تَحْتَرِقُونَ تَحْتَرِقُونَ، فَإِذَا صَلَّيْتُمُ الْعِشَاءَ غَسَلَتْهَا. ثُمَّ تَنَامُونَ فَلا يُكْتَبُ عَلَيْكُمْ حَتَّى تَسْتَيْقِظُوا ” (رُوي من حديث عبد الله بن مسعود مرفوعًا من طريق عاصم بن بهدلة – وعند الطبراني في معجميه الصغير والأوسط).

ونختم بأن للذكر فضل كبير بعد الله في علاج التهاون في الصلاة، حيث لابد للمسلم أن يقاوم هذا التهاون بالاستعانة دائما وأبدا بالله من الشيطان الرجيم والدعاء باستمرار ” اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك ” وخاصة بعد الصلوات مع المداومة على الطاعات وترك المنكرات وتنظيم الوقت بما يتناسب مع مواقيت الصلوات واستشعاره لقيمة وأهمية وفضل الصلاة وفوائدها ووضعها في أولويات الحياة.