تتميز مملكتنا الحبيبة بالمساحات الكبيرة المخصصة في خرائط المدن والمخططات السكنية للحدائق العامة للتنزه والاستجمام وقضاء وقت الإجازات مع الأسرة والأولاد والاستمتاع بالهواء الطلق ، وأماكن ممارسة رياضة المشي ، وأماكن ركوب الدراجات بجميع أنواعها ؛ وهي تعتبر متنفس جميل لنشر ثقافة الرياضة المجتمعية بين أفراد المجتمع من أجل تحقيق جودة الحياة ، والمحافظة على الصحة العامة ، ومحاربة السمنة.

وهذه الحدائق والمنتزهات والأماكن المخصصة للمشي ، وأماكن ركوب الدراجات توجد في بعض المدن والأحياء دون البعض الآخر.

وسأضرب لكم مثالاً واقعياً لإحدى الأحياء السكنية وهو حي العسيلة بمكة المكرمة ويعتبر من الأحياء المتميزة ، ويقع داخل حد الحرم ومكتمل الخدمات ، ويمر به الطريق الدائري الرابع الذي يحيط بمكة كلها ، وسيمر به في المستقبل خط القصيم وهو أقصر طريق للوصول لمكة من القصيم ، ويسكنه أكثر من عشرين ألف نسمة ، وبه خمسة الآف عمارة سكنية ، ويوجد داخل الحي أماكن مخصصة لإنشاء حدائق عليها وبه مسار مخصص لرياضة المشي والذي سيكون أطول ممشى بمكة ولكنها تفتقر إلى التنفيذ مع الوعود الكثيرة من أمانة العاصمة المقدسة منذ سنوات.
وأما تخصيص أماكن بالمملكة لرياضة ركوب الدراجات فقد خصصت مسارات لها في بعض المدن كمشروع المسار الرياضي بالرياض وهو من أكبر المشاريع المتخصصة في الرياضات بمختلف أنواعها محلياً وعالمياً ، والواجهة البحرية بجدة وغيرها وننتظر من أمانات البلديات في جميع المناطق تخصيص أماكن ومسارات مخصصة للدراجات في المدن والساحات ؛ لأنها من الأنشطة الشبابية المنتشرة بالمملكة وقد لوحظ في الآونة الأخيرة دخول راكبي الدراجات الهوائية في الأماكن المخصصة للمشي ، وتعريض المشاة والأسر والأطفال للخطر والأضرار والإصابات ، بل أصبحت المزاحمة على الممشى لم تعد مقتصرة على مالكي الدراجات ، وامتدت لتمارس بشكل مكثف عبر السماح بافتتاح محلات لتأجير الدراجات الهوائية للشباب والأطفال والعائلات في مسار كل ممشى ، ما يثير إزعاج وفوضى كبيرة ، فممارس رياضة المشي يصطدم بسائقي دراجات هوائية يقودونها بسرعة فائقة ويعبرون بها بين الأطفال ، ويضايقه أيضاً مستخدمو أحذية التزلج ومستخدمو الإسكوتر ، والمماشي أنشأت للرياضة بالشكل الصحيح وتوفير مساحات آمنة للمشاة فيها ، واقترح على هيئات تطوير المدن والبلديات والإدارة العامة للمرور تطبيق الدراسة المتميزة المتخصصة بمشروع مسارات الدراجات الآمنة التي قدمها عام 1440هـ أستاذ هندسة النقل والمرور بجامعة أم القرى الدكتور حسن طيب لأمانة العاصمة المقدسة والتي تعتبر الأولى على مستوى مناطق ومحافظات المملكة ولم يرى تطبيقها النور حتى الآن ، ويهدف المشروع إلى استخدام الدراجات الهوائية كوسيلة نقل معتمدة ، وتوفير السلامة المرورية ، والتنقل داخل المدن بكل يُسر وسهولة وأمان ، والحفاظ على البيئة، وتشجيع ممارسة الرياضة ، ويكون بتخصيص مسارات لراكبي الدراجات ، بحيث يتم ضمان عدم التصادم بين ممارسي الهوايتين ويجنبهم المخاطر، على غرار الحال في كثير من دول العالم ، حيث تقسم الأرصفة والمسارات إلى حارات يخصص بعضها للمشاة ، وبعضها لراكبي الدراجات بما يضمن سلامة الجميع ، وحفاظاً على أرواح شبابنا الدراجين الذين بلغ عددهم في المملكة 4000 الآف دراج مواطن ومقيم من دهس السيارات لهم على الطرق العامة ، لأنه لا يمكن في كل مرة توفير سيارة خلفهم ، للحفاظ عليهم وحمايتهم من خطر السيارات ، وتخصيص المسارات سيحقق الأمان للجميع ، وهذا المشروع يدعم “رؤية المملكة 2030” من محورين هما: تحسين جودة الحياة من خلال اتباع أنماط صحية ، وتحسين البنية التحتية ومنها النقل والتخطيط الحضري للمدن.