بيئة العمل هي الموقع الجغرافي الذي يتواجد فيه الموظفين للعمل من أجل المقابل المادي وتعرف أيضا بأنها الأحداث والمتغيرات التي تكون داخل منظمة العمل أو الوظيفة والتي تتحكم فيها إدارة المنظومة بشكل مباشر وتخلق بيئة مختلفة عن طريق أسلوبها مع الموظفين وإدارتها لهم.

وسوف نتطرق في هذا المقال لمكونات وأنواع وعناصر بيئة العمل وكيفية خلق بيئة عمل صحية للموظفين.

ونبدأ بمكونات بيئة العمل التي تنقسم إلى قسمين مهمين نفصلهما في الآتي:

أولا: بيئة العمل المادية :- وتعني كل ما يوجد في مقر العمل بطريقة ملموسة ومادية كالنظافة والاضاءة والتهوية وضغط العمل وساحة المكاتب والضجيج وعدد ساعات العمل وفترات الراحة وأي عوامل مادية أخرى لها تأثير كبير على صحة وسلامة الموظفين في العمل وفاعلية الأداء.

ثانيا: بيئة العمل النفسية والاجتماعية :- وتتمثل في المناخ الاجتماعي العام وطبيعته والروابط الاجتماعية والعلاقات بين الموظفين والصراعات التنظيمية بين المستويات الإدارية والتي تؤثر في الناحية النفسية على الموظفين في المنظمة.

أهم أنواع بيئة العمل :- حيث توجد أربعة أنواع مختلفة وهي كالتالي:

1- بيئة العمل العامة :- وتتضمن كل ما يحيط بالمنظمة أو تنظيم العمل وتؤثر في نشاطه مثل المناخ والطبيعة والبيئة الاقتصادية والتكنولوجية والاجتماعية والثقافية.

2- بيئة العمل الخاصة :- هي بيئة المنظمة الخاصة مثل النظام الداخلي وأسلوب الإدارة الخاص الذي لا يشاركها فيه أحد وما تقدمه من مخرجات مادية أو خدماتية وفقا لطبيعة العمل الخاص بها.

3- بيئة العمل الخارجية :- وتشمل كل ما هو خارج المنظمة والمتغيرات الخارجية المؤثرة عليها بشكل عام وتعتمد البيئة الخارجية على العوامل التكنولوجية والاجتماعية والاقتصادية مثل العملاء والموظفين والأجهزة التقنية بحيث تتأثر بها وتؤثر فيها.

4- بيئة العمل الداخلية :- هي البيئة الداخلية التي تمثل المنظمة وتحتوي على رسالتها وثقافتها وأهدافها وموظفيها ومواردها وسياستها وعملياتها الإنتاجية وروابط المستويات الإدارية فيها وطريقة التعامل بها.

العناصر الأساسية التي تعتمد عليها بيئة العمل هي:

أولا: عنصر السلامة :- بيئة العمل وتأثيرها على الموظفين
وهو حماية الموظفين من أي أذى أو ضرر أو إصابات بسبب الحوادث المحتملة في المنظمة وتكون إما بسبب الموظفين أو الأجهزة والآلات أو التوصيلات الكهربائية أو سوء الاستخدام.

ثانيا: عنصر الصحة :- وهو حماية الموظفين من الأمراض النفسية والجسدية المحتملة في المنظمة ويكون بسبب المناخ المادي العام أو الموظفين أو طبيعة الوظيفة ويصاب بها الموظفين مع مرور الزمن نتيجة التعرض المستمر لمسبباتها مما يعني حدوثها بشكل تراكمي وليس فوري.

كيفية خلق بيئة عمل صحية ونظام عمل آمن :- وتتم بإتباع التوجهات الاستراتيجية التالية:
1- إعادة بناء المنظمة بما يتفق مع المتغيرات المستقبلية المراد تطبيقها على العمل والتي تؤثر بدرجة عالية في الحفاظ على الصحة وإجراءات السلامة للموظفين.
2- تطوير العمليات الإنتاجية بكامل مراحلها لتحقيق العمل الآمن والقضاء على المخاطر فيها أو التقليل منها على أقل تقدير بسبب طبيعة المخاطر والتعامل معها بشكل خاص للتخفيف منها والسيطرة عليها.
3- توفير المعدات والتجهيزات ذات الدرجة العالية من الأمان والمواد غير الخطرة أو عديمة المخاطر للحفاظ على الصحة والأمان في منظمة العمل.
4- استخدام تكنولوجية الرجل الآلي في الأعمال والمهام ذات الخطورة العالية كعمليات لحام الأوكسجين وطلاء المركبات وغيرها والتي باتت تتم بواسطة الأذرع الآلية المطورة.
5- تغيير إجراءات الرقابة على الصحة والسلامة الحالية بإجراءات جديدة مثل طريقة الرقابة الوقائية للكشف عن المخاطر قبل وقوعها بحيث تتناسب مع طريقة العمل المستقبلية.
6- تطوير عمليات سرعة وإسعاف ومعالجة الموظفين عند الإصابات والأمراض والأضرار لخطورة التأخير على حياة الموظفين حيث أن دقيقة واحدة في العلاج قد تؤثر في حياة إنسان في الإنقاذ أو الوفاة.
7- تدريب وتهيئة الموظفين للتعامل مع مخاطر العمل المحتملة بكفاءة وحماية عالية وتنمية روح الالتزام لتعليمات الصحة والسلامة وعدم المبالاة بها وذلك لما أثبتته معظم الاصابات والأمراض بسبب مبالاة بعض الموظفين.
8- عدم توظيف الموارد البشرية التي يوجد في سجلها إصابات وأمراض مهنية وأمراض معدية وكذلك المدخنين بسبب تلوث الهواء داخل المنظمة والتأكيد على أهمية الفحص الطبي قبل التعيين لاكتشاف الأمراض والتأكد من السلامة الجسدية والنفسية.
9- تعديل سياسة الحوافز بما يتفق مع التزام الموظفين وقوانين الصحة والسلامة في مكان العمل ومكافأة الملتزمين بطريقة شهرية أو ربع سنوية للتحفيز على الالتزام بالإجراءات والقوانين.

أبعاد بيئة العمل الأساسية :- وتعتمد بيئة العمل الناجحة على الأبعاد التالية:
1- المصداقية: هي قياس رؤية الموظفين للإدارة العليا من حيث الثقة والإقناع والتعامل والاتصال الفعال والمشاركة.

2- الاحترام: ويتم بدعم الإدارة للموظفين واحترامهم ورعايتهم والتعاون معهم وتدريبهم وتقدير إنجازاتهم العملية.

3- العدالة: مثل الإنصاف في الترقية والتقييم والحيادية والمساواة وتحقيق التوازن بين الموظفين وعدالة المكافآت.

4- الفخر: وهو شعور الموظفين بالفخر أثناء أداء عملهم الناتج عن تقديرهم لوظائفهم ومنظمة وبيئة العمل.

5- الزمالة: هو شعور بألفة الزمالة وطبيعة محيط العمل داخل المنظمة ومحبتهم لزملاء العمل وتعاونهم معهم.

6- الجاذبية للعمل: الناتجة عن البيئة المريحة والمشجعة للإبداع بتوفير كافة اللوازم وأساسيات العمل للموظفين.

ونختم بأهمية بيئة العمل التي يقضي فيها الموظفين حوالي ثلث يومهم والتي تساهم في الحفاظ عليهم وعدم التفريط بهم وحثهم على الالتزام بعملهم وتطوير مهاراتهم ومواهبهم وزيادة المودة والتعامل بينهم ورفع معدل الشعور بالرضا لديهم والذي ينعكس بشكل إيجابي على الأداء والإبداع والسمعة العامة لمنظمة العمل التي تساهم في جعلها بيئة جاذبة للكفاءات البشرية ذات المواهب المتميزة والأداء العالي بسبب بيئة العمل الناجحة والمحفزة للموظفين.