أنيس الزمان والمكان، أنيس الخيال والجمال، أنيس الماضي التليد، والحاضر المجيد، والمستقبل الفريد، كل شيء بدأ ب(محمد) لا يعرف غير الخلود منذ أطل المبعوث رحمة حتى بان آل سعود، فهذا عبدالله ورسوله، وصفوته من خلقه (محمد) صلى الله عليه وعلى آله وسلم والتابعين، به ختمت الرسالات، وأقيمت الحجج، وانتهت الملل والنحل فكلها ضلال إلا رسالة التوحيد بقرآنه الجليل المحكم التنزيل، وسنة الهادي البشير، وهذا ( محمد بن سعود) من ثلاثة قرون بسيفه الشطير يقف حاميا وراعيا لشيخ التجديد، ومعيد مبنى الحق على قواعد الشرع المتين الشيخ ( محمدبن عبد الوهاب) ومن لحظة لقائمها انطلقت شرارة ليست من النار بل هي من وهج النور، لتكون مشكاة العز والتمكين، وشمس الهدى والصلاح في الدنيا والدين، كان ذلك منذ( ١١٣٩ ) (١٧٢٧) ومن (درعية) العلم والسلم؛ ولأن باسق الأشجار يشتد ساعده مع مرور الوقت، ويانع الثمار يستوي مع الأيام كان قدر (آل سعود) أن تتدرج دولتهم عبر ثلاث مراحل بدأت بتكوين السلف أساسا، وصفت لبناته وأذيبت زبر ذي القرنين لتثبيته على مدار (٩٤ سنة) لتتداعى الأعداء من آل عثمان الدمار والترويع ومن معهم من ثالوثية السرقة والقتل والزيف محاولين قطع ساعد شجرة الجزيرة متناسين الجذور الضاربة حتى نواة الأرض عقيدة وحبا، لينمو ساعد آخر ساد وطاب ملة وفكرا لافتا الأنظار إليه لاويا أعناق الفسدة المردة الحسدة، ومصاصي الدماء على مدار (٦٩سنة)، منذ (١٢٤٠ه) عام (١٨٢٤ م)، وكما كانت قريش واليهود وأعداء الدين وأرباب التشريد والظلم والجهل يجتمعون ليعادوا: ” إياك نعبد وإياك نستعين” فقد حاول المارقون قطع هذا الساعد الباذخ، وما لبثوا إلا قليلا لينمو ساعد أشم وأشد يحمل راية الحق ويرفرف بالتوحيد ويمطر بسنة خاتم الأنبياء والمرسلين، فرقصت همم وقمم لتكون دولة ( آل سعود) الثالثة والثالثة ثابتةولتتشكل الصم الرواسي عام(١٣١٩) راسخة أبية تتبع أقيالها.

وتواصل رحلتها، لتضع رحالها طاعة ل(سلمان) الملك ومحمد الشموخ والرسوخ إباء طويق، وعلو السودة وطلان، ولتدور سعوديتنا وحيدة تباري المريخ والمشتري فعشنا لابسين حلل السعد والرغد في هذا الوطن طوال (١٢٤) سنة موحدين لا نبالي بنعيق غراب، ولا نهاب نباح كلاب، ولا نساوم على ذرة تراب، لقد خلقنا للدين عزاوفخرا، للوطن مجدا وذفرا وللعدو ذلا وقهرا.

يرحم الله من مضى في تأليف سفر الخالدين من أسرة آل سعود الغر الميامين، ومن أعانهم إلى يوم الدين، بدأنا نقطة وقرية وسيفا وفرسا وانتهينا قصائد وقصصا وقارة ورياض مجد ونعيم يلفنا الغيم ويداعبنا النسيم، نزمجر أسودا ونحلق صقورا، نركب الضوء ونجاري الخيال ونمضي ملوكا.

يوم (بدينا) ماض يستحق الذكر كل عام، نعيش ذكراه إنجازا وإعجازا، ونرى من خلاله غدا نحتفل فيه بالقدية ونيوم، لا نعرف التوقف ولا نؤمن بالمؤامرات، أصلنا واحد وربنا شاهد، الرأس سلمان والعضيد محمد، والبنان (٣٥) مليون كلهم من عبقر أورد وأصدر وقال وفعل، ولله الحمد.