التحق طالب جديد بأحد الجامعات، وفي اليوم الأول له بالجامعة دخل إلى القاعة واستغرب الطلاب منه حيث انه كان يرتدي حذاء كبير؛ مما أثار استغراب جميع من كان بالقاعة وأولهم الدكتور. وأثناء المحاضرة سأل الدكتور سؤالًا، فأجابه الطالب الجديد صاحب الحذاء الكبير وكانت إجابته خاطئة. غضب الدكتور من الإجابة وقال للطالب: “مُذ رأيتك وأنت مرتدٍ هذا الحذاء في عز الصيف أدركت أنك غبي”. ضحك جميع الطلاب على هذا الطالب. وبكل ثقة نهض ذلك الطالب وقال: “لا تتسرع في حكمك علي بسبب مظهري.” صمت جميع الطلاب وتوقفوا عن الضحك باندهاش. زاد غضب الدكتور في هذه الأثناء وقبل أن يتخذ إجراءً بحق الطالب قام الطالب من على الكرسي ورفع بنطلونه، وإذا برجليه الاثنتين بلاستك، وذلك الحذاء هو الجزمة الوحيدة التي تستوعب حجم الرجلين الاصطناعيتين. ظل الدكتور مبهورًا لفترة قصيرة وقام بإلغاء المحاضرة وعيناه مليئة بالدموع.

مهما ترى ومهما تسمع لا تستحقر من أمامك مهما كانت الأسباب، يكفينا استهزاء بالآخرين وتعليقًا عليهم، انظروا إلى أنفسكم فقط. أسوأ ما في الأشخاص أنهم حين يرون في أحدهم سلبية يخبرون كل من حوله ولا يخبرونه بها. نحن بالفعل نجيد التحدث عن بعضنا لا مع بعضنا.

قرات مرة عبارة راقت لي للغاية كانت مكتوبة بأحد الفنادق: “إن أرضيناك فتحدث عنا، وإن لم نرضك فتحدث إلينا.”

فلنطبقها في حياتنا لتنتهي الغيبة بيننا، اللسان ليس له عظام لكنه يقتل أمم. إن هذه الدنيا ما هي إلا مجرد خيمة سنبقى بها بعضًا من الوقت ومن ثم نغادرها، لن تدوم لأحد. الناس لا ينصفون الحي بينهم، حتى إذا ما توارى عنهم ندموا.