تعرف السمنة بأنها تراكم مفرط للدهون بشكل غير طبيعي لدى الإنسان الذي يُلْحِقُ الضرر بالصحة وغالبا ما يكون السبب الرئيسي لها هو خلل في توازن الطاقة بين السعرات الحرارية الداخلة للجسم والسعرات الحرارية التي يحرقها، وهي ليست فقط مصدر قلق للشكل الخارجي بل هي مشكلة طبية تزيد من خطر الإصابة بعدة أمراض نفصلها فيما بعد.

ويمكن التعرف على الوزن الصحي من خلال مؤشر كتلة الجسم الذي هو صيغة رياضية للوزن الطبيعي للإنسان وينتج عن قسمة الوزن على مربع الطول بالمتر (كجم/متر2) مع ملاحظة أن مؤشر كتلة الجسم لا يأخذ نسب الدهون ويستثنى منه الأطفال أقل من 19 سنة والحامل والرياضيين.

أسباب السمنة المفرطة :- هناك عدة عوامل مشاركة في أسباب السمنة في الجسم ومنها:

أولا: العوامل الوراثية :- قد تؤثر الجينات في مقدار الدهون المخزنة في الجسم وأماكن توزيعها وكفاءة الجسم في تحويل الغذاء لطاقة وكيفية حرق الجسم للسعرات الحرارية وتكون سببا في زيادة الوزن.
ثانيا: نمط الحياة :- يؤثر الغذاء غير الصحي مثل الطعام المقلي والغني بالكربوهيدرات (مثل الخبز والرز) وعالي السعرات وبكميات كبيرة، والسعرات الحرارية السائلة مثل الكحوليات والمشروبات الغازية المحلاة، وقلة النشاط والخمول مثل الجلوس أمام الأجهزة الإلكترونية لفترات طويلة وبها لا يمكن حرق السعرات المتناولة بطريقة صحية ومتوازنة.

ثالثا: بعض الأمراض والأدوية :- مثل متلازمة برادر ويلي ومتلازمة كوشينغ والغدة الدرقية غير النشطة والاصابة بالتهاب المفاصل المؤدي لقلة النشاط والحركة وزيادة الوزن، وأما الأدوية المساهمة في زيادة الوزن لابد من تعويضها عن طريق النظام الغذائي والنشاط الحركي ومنها أدوية بعض مضادات الاكتئاب ونوبات الصرع وأدوية السكري وغيرها من الأدوية التي يحذر منها الأطباء خوفا من السمنة.

رابعا: المشكلات الاجتماعية والاقتصادية :- مثل عدم توفر أماكن للمشي والرياضة أو الطرق الصحية لطبخ الغذاء أو المناسبات الاجتماعية الكثيرة بالغذاء الدسم، والتقدم في العمر والتغيرات الهرمونية معه، وقلة الحركة وزيادة وزن الحوامل وصعوبة الإنقاص بعد الولادة والإقلاع عن التدخين دون برنامج نشاطي لتلافي زيادة الوزن واضطرابات النوم والتوتر التي تسبب تغيرات هرمونية تزيد من شهية الطعام.

خامسا: العوامل النفسية :- حيث تؤثر المشاعر والأحاسيس عند بعض الأشخاص على عادات تناول الطعام وترفع من شهية الطعام في حالات التوتر والغضب والحزن والفرح مما يسبب زيادة الوزن.

آثار السمنة المفرطة :- تزيد السمنة المفرطة من خطر الإصابة ببعض الأمراض المزمنة مثل: أمراض القلب والسكتة الدماغية – مرض السكري من النوع الثاني – ارتفاع ضغط الدم – ارتفاع الكوليسترول – بعض أمراض السرطان – مشكلات الإنجاب – مشكلات الجهاز الهضمي – انقطاع التنفس عند النوم – التهاب المفاصل – مرض الكلى المزمن.
كيف يمكن علاج السمنة المفرطة؟ :- والإجابة تكون بعدة طرق منها:
1- ممارسة نشاط رياضي منتظم تحت إشراف متخصصين لإنقاص الوزن ولمدة ساعة يوميا على الأقل.
2- إتباع حمية غذائية تكون بإشراف متخصص تغذية مع تناول الخضروات والفواكه باستمرار.
3- استخدام بعض الأدوية والأعشاب المساعدة لإنقاص الوزن تحت إشراف طبيب أدوية متخصص.
4- مراقبة الوزن بشكل منتظم وبمعدل لا يقل عن مرة أسبوعيا حتى يتم معالجة الزيادة فورا ودون تأخير.
5- الابتعاد عن التوتر والقلق والضغط النفسي والعصبي المؤدي لاضطرابات وخلل في النوم والأكل.
6- تغيير السلوكيات الخاطئة كالأكل في وقت متأخر من الليل والسهر الطويل والنوم الكثير والجلوس أمام الشاشات والأجهزة لوقت طويل والكسل والخمول والمشروبات الغازية المحلاة وغيرها.
7- وأخيرا العمليات الجراحية في حالة عدم القدرة، مثل عمليات ربط المعدة أو قصها لمن لديهم مؤشر كتلة الجسم يبلغ 40 أو أكثر ويكون مؤهلا لإجراء الجراحة.
السمنة في المملكة العربية السعودية :- حسب تصريح سابق لمدير إدارة الغذاء الصحي بهيئة الغذاء والدواء الأستاذ فيصل بن سنيد بارتفاع معدلات السمنة في المملكة من واقع إحصاءات وزارة الصحة لعام 2020 حيث بلغت معدلات السمنة بين السعوديين 59% منهم 28.7% بدناء و31% يعانون من زيادة الوزن في الفئة العمرية من 15 عاما فما فوق، أما نسبة الأطفال ما قبل الدراسة فهي 6% والأطفال في سن الدراسة كانت 9.3%، مؤكدا أن الأرقام تدل إلى أن 60% من السعوديين لا يمارسون نشاط رياضي، لذلك قامت وزارة الصحة بإنشاء برنامج خاص لمكافحة السمنة.

البرنامج الوطني لمكافحة السمنة بالمملكة :- هو برنامج تم إنشاؤه لعدة أهداف منها خفض معدلات السمنة في المملكة وخطورتها والاكتشاف المبكر للحالات وتحسين جودة الخدمات الصحية لمرضى السمنة وتدعيم وسائل المراقبة والمتابعة والتقييم والبحوث والدراسات الخاصة بالسمنة، وتشرف عليه الإدارة العامة لمكافحة الأمراض الوراثية والمزمنة التابعة للوكالة المساعدة للرعاية الصحية الأولية بوكالة الصحة العامة بوزارة الصحة.

ختاما يمكن القول بأن السمنة داء خطير في هذا العصر بل هو من أخطرها على الإطلاق وذلك لما يسببه هذا الداء من مساهمة في الإصابة بعدة أمراض خطيرة تم ذكرها سابقا وعدم التوعية الصحية لدى الأفراد بأضرار ومخاطر السمنة وآثارها على الإنسان في تحقيق طموحه وأهدافه وأحلامه والعيش بصحة وسلامة دون مشاكل صحية تعيق حياته الطبيعية، والجدير بالذكر أن الإنسان لابد أن يكون صاحب إرادة قوية في التحكم في العادات والشهوات الغذائية وكل ما يؤدي إلى السمنة ومحاولة التخلص منها للأشخاص الذين وصل بهم الحال إلى الإفراط فيها مع السعي للعودة إلى الوزن الطبيعي والجسم المثالي والعيش بصحة وسعادة في المجتمع.