شـكـراً لكل إمرأة تعبت في تجهيز مائدة الإفطار والسحور للأسرة، شكراً لكل أم، شكراً لكل زوجة، شكراً لكل بنت، شكراً لكل أخت، شكراً لكل خالة، شكراً لكل عمة، الشكر أقل شئ نقدمه لكن وهو واجب علينا جميعاً قال صلى الله عليه وسلم: (لا يشكر الله من لا يشكر الناس)، فلولا وجودكن لا نعرف ماذا نفعل، ورمضان لا يكتمل بدونكن، ما أعظم أجركن في هذا الشهر المبارك، وما أعظم صبركن على حرارة المطبخ، ولفح النار، والتعب الذي تلاقونه في إعداد وتحضير الطعام، فلكن أجر الصيام وأجر العمل وأجر إفطار صائم؛ لأن المرأة التي تعدّ الطعام لأهل بيتها؛ لها أجر تفطير الصائمين، حتّى لو لم يكن من مالها الخاص، لقوله صلى الله عليه وسلم:(إذا أنفقت المرأة من طعام بيتها غير مفسدة؛ كان لها أجرها بما أنفقت، ولزوجها أجره بما كسب، وللخازن مثل ذلك، لا ينقص بعضهم أجر بعض شيئا). رواه البخاري.
تجد المنزل يتحول إلى خلية نحل قبل ساعات من رفع آذان المغرب والفجر تنتقل المرأة من مكان لآخر لتحضر لأسرتها ما لذ وطاب على مائدة رمضان، لتخفف عليهم ساعات الصيام بأطعمتهم المفضلة، فهذا هو حال كل أم وزوجة وبنت وخالة وعمة فهن لا يحببن المطبخ بقدر حبهن لكسب الأجر والثواب من الله تعالى ثم حبهن لأسرتهن ورجالهن وأولادهن، فدائمًا الدافع الأول لهن الذي يجعلهن يتحملن مشقة العمل أثناء الصيام هو حبهم لرضا الله تعالى وفعل الخير في هذا الشهر الفضيل، وأنبه على أمر مهم لا تعيبوا وتنتقدوا الطعام والشراب لأن انتقاد وجبة الافطار والسحور قد يجرح أم أو زوجة أو أخت أو بنت قضت نهارها في المطبخ تعمل وهي صائمة من أجلك فالنبي صلى الله عليه وسلم ما عاب طعاما قط إن اشتهاه أكله وإن كرهه تركه، وهذا خلق عظيم، كثير من الناس تعاني منهم أمهاتهم وزوجاتهم بكثرة عيب الطعام، لا يعجبه شيء، تعمل نهارها في المطبخ، فإذا جاءت بالطعام قال هذا حامض، وهذا حلو، وهذا حار، وهذا بارد، وهذا مالح، وهذا قليل الملح، ولا تسلم أبداً منه، لابدّ من عيوب، فاكرموهن بكلمة طيبة، لأن الحياة كلها لا تكتمل بدونهن.
واشكروا ربكم على نعمه الظاهرة والباطنة وبالأخص أمك أو زوجتك أو ابنتك أو خالتك أو عمتك التي تعد لك الأطباق الشهية كل يوم وهي صائمة مثلك، حيث تتعرض لحرارة النار وحرارة الطقس، وتصبر على التعب وتتصبر على إعداد أطباقك، حتى تخرج لك طعاماً شهياً لذيداً فلو ذهبت يوماً إلى أحد المطاعم لن تجد أطباقك وستدفع الضعف وأنت خالي البطن؛ إذن ألا تستحق أميرتك الثناء والشكر كل ليلة؟ ألا تستحق هدية طوال الشهر وهي تعيش في المطبخ طوال الشهر الفضيل.
من المؤسف تقصير بعض الرجال في الشكر والمدح والثناء وأصبحت النساء تتسول الكلمة الطيبة والإبتسامة المشرقة من بعض الرجال حتى أصبحت كلمة (جزاك الله خير) و (شكراً) و (أحبك) عند بعضهم انتقاصاً لرجولتهم بل لذكورتهم والرسول عليه الصلاة والسلام أوصى بالنساء خيراً وكان خير الناس لأهلة وكان في مهنة أهله يخدمهم ويساعدهم في شؤون المنزل وهو القائل: (خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي) ، ولما سُئل عليه الصلاة والسلام: (من أحب الناس إليك ؟ قال: عائشة) ، يا أخي الكريم إرحم والدتك وزوجتك وأبنائك وخالتك وعمتك بالإبتسامة والكلمة الطيبة ، فالرجولة والشهامة والله ليست بالشدة والغلظة والعبوس ، واقتدوا برسولكم وكونوا رومانسيين واشكروا أمهاتكم وزوجاتكم، وبناتكم وخالتكم وعماتكم.
فالمرأة التي تطبخ في النهار وهي صائمة وتغسل الصحون بعد الإفطار وبعد السحور وتتعب أسأل الله أن يغسل ويغفر ذنوبها في هذا الشهر الفضيل، اللهم اجزهن عنا خير الجزاء وأرحم ضعفهن وآروي عطشهن، واكتب لهن عظيم الأجر والثواب على تعبهن في إعداد موائد الإفطار والسحور.
التعليقات
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :-
أسعد الله أوقاتكم بكل خير شيخنا الفاضل زياد إبن منصورالقرشي،
نشـكـرك بالنيابة عن كل إمرأة تعبت في تجهيز مائدة الإفطار والسحور للأسرة،وكل أم، وكل زوجة، وكل بنت، وكل أخت، وكل خالة، وشكراًلك عن كل عمة، وكل ماذكرت ومالم تذكر،،
!!
!!
!!
من الأخطاء التي نرتكبها في حق أنفسنا وفي حق من حولنا،هي التأجيلات التي لا تنتهي نؤجل الشكر ، الإعتذار ، الاعتراف ، المبادرة ، وكأننا نضمن العيش طويلاً.
!!
!!
!!
فالشكر والإطراء والمديح في وقته، فد ينسي الكثير من التعب المعنوي والجسدي والمعاناه والإرهاق،ويرفع المعنوية،ويجلب الإرتياح،،
شكراً لك على هذه المقالة فما أكرم المرأة فهو كريم ومن اهانها فهو لئيم كما قال عنهم الرسول صل الله عليه وسلم..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته حياكم الله شيخنا الفاضل أبا طارق القرشي
عج جميل جداً من يعرف حق من كان محسنا إليه ولوكان من أقرب الناس إليك
هذا من شيم الصالحين والمحسنين الذين أثنى الله عليهم في كتابه الكريم
شيخنا الطيب أبا طارق لقد كتبت ونشرت هذا المقال وهو والله غالٍ على قلوب كثير من الناس
لأن هذا صنيع الرجال الذين ذكرهم الله في قرآنه من المؤمنين رجالٌ
وأسأل الله أن يجعل ماكتبت ونشرت في صحيفتك يوم القيامة أستاذنا الغالي
وفقك الله لكل خير وجعلك كالبلسم الشافي على قلوب كثير من الخلق ونفع الله بك العباد والبلاد
وصل الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين.
اترك تعليقاً