كلما مضى بنا الزمن سنلحظ انطفاء قناديل كانت مضيئة في أعيننا، وسنلحظ أيضا تساقط تلك الأوراق الهشة والباهتة من شجرة حياتنا، وحتما سنعي أن عمق التجارب ومرارتها ستكشف لنا معادن البشر على حقيقتها، وستتضح الرؤية وتتعرف على معالم الطريق الذي ستسير به مبتعدا.

قررت يوما أن أرتب حياتي وكان لزاما أن أتخلص من الكراكيب التي تشغل حيزا دون جدوى، فبدأت بأولئك الذين كان العشم بهم يفوق الوصف؛ لأنني أيقنت أخيرا أن أغلب المشكلات التي واجهتني بالحياة كانت بسبب العشم الذي كان في غير محله.

العشم الذي جعلني يوما أعتقد بأن الناس قد يحبوننا ويبادلوننا نفس المشاعر التي كنا نكنها لهم. العشم الذي جعلني أتصور يوما أن المواقف هي من تصقل وتلمع أصحابها وقت المحن والأزمات. العشم الذي كنت أظنه أن الآخرين يتمنون لنا الخير فنحكي لهم كل ما بداخلنا تعشما بأنهم لن يخدعوننا يوما أو يتبدلون.

حينها أمسكت هاتفي النقال وقمت بعملية بحث في جهات الاتصال عن الأشخاص الذين لن أطيق أن أضيع معهم لحظة من الزمن، بعدما اكتشفت مؤخرا وبكل أسف أن تلك الشخصيات قد جبلت على الأذى والنكران والجحود وتصنع الخلافات بدون سبب منطقي، حتى أصبح التعامل معهم مستحيلا؛ لذلك اتخذت قراري الصائب بالنسبة لي وهو أن القيهم في سلة المهملات وإلى الأبد وإلغاء أي وسيلة للتواصل معهم، وكم دعوت الله بعد قراري ذاك ألا أقابلهم أو أتعامل معهم حتى ولو صدفة.

إن أردت نصيحتي اختر خيار (تحديد الكل) لهذه القائمة ثم اضغط على زر الإزالة واخرجهم من حياتك أو على أقل تقدير تجنب التعامل معهم، واشتر راحة بالك.