تقول إحدى الفتيات: “في الوقت الذي كان جميع الأساتذة يضعونني في مقدمة الصف لأنني قصيرة، وحدها معلمة الرسم كانت تقول الجميلون في المقدمة.”

وتقول فتاة أخرى: “دائما ما كنت أخفي ابتسامتي لأنني أخجل من شكل أسناني إلى أن خاطبتني صديقتي بأنني أمتلك ابتسامة جذابة وأسنانا لؤلؤية، ولا أذكر أنني فكرت في الأمر ثانية.”

وتقول أخرى: “منذ سنتين حضرت عرس صديقتي وكنت قد اشتريت فستانا يليق بها وبالحفل ولقي إشادة من الجميع بذلك الفستان، إلا إحداهم سألتني أين تباع تعابير وجهي وإلى الآن تلك الجملة عالقة في ذهني.”

وأنا أقول: “لقد سخر الجميع من قلمي، حيث أنني كنت أكتب بعض الخواطر والقصص القصيرة وكنت أقوم بقراءتها أمام كل من أعرفهم في نطاق الأسرة والأصدقاء والأقارب، فلم أجد منهم إلا السخرية والتحطيم والتهكم والضحك على ما كتبته ونصحوني بأن أتوقف عن الكتابة . فقمت بإرسال ما كتبته لأحد الصحف فأعجبهم أسلوبي وأطروحاتي ورحبوا بانضمامي لكوكبة الكتاب في صحيفتهم وأصبحت بفضل الله أكتب في ثلاث صحف. وها أنا الآن أكتب لكم.”

جميعنا دون استثناء نميل للكلمة اللينة التي تدخل القلب المتعب دون استئذان فتشفيه وتجبره بعد أن أرهقته أحكام الناس عليه، جميعنا دون استثناء نشتري من اشترى خاطرنا، ونقدس من وثق بنا، فتأثير جبر الخاطر يدوم للأبد ولا ينسى أبدا.

جبر الخاطر عادة وخلق يغفل عنه الكثير من الخلق، فكم من قلوب متصدعة رممتها كلمة طيبة، وكم من نفوس محطمة جبرتها كلمة أو نظرة أو عمل إنساني يحمل بين طياته الرفق والإنسانية.

بلا شك أن الكلمة اللينة تعتبر جواهر باهظة الثمن ندخلها في قلوب الآخرين، فهي لها مفعول السحر تملك عقول الناس ومشاعرهم، فهي صالحة لكل زمان ومكان.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الكلمة الطيبة صدقة.” فهي تحيي النفس المكسورة، وتطفئ بها لهيب قلوب تكتوي بنار الألم، فما أعظمها من عبادة وما أسماه من خلق.

فإن رغبنا في التأثير على الآخرين، ما علينا إلا أن نحلي ألسنتنا بالكلام الطيب، فلنطهر وننقي قلوبنا لننثر الجمال والطيب في نفوس من نقابل.