أيام قلائل وينتهي العام الدراسي والذي كان حافلا بكم هائل من التحديات التي خاضها الكادر القيادي والإداري والتعليمي بكل جدارة واقتدار، لنصل لهذه المرحلة من مراحل الختام لهذا العام الذي عشنا به الكثير والكثير من الصعوبات، وتم بحمد الله تجاوز وتخطي كل الصعوبات بعزم وقوة الرواد بهذا القطاع، وهو قطاع التربية والتعليم بلا شك على الرغم من كل ما مررنا به بصفتنا هيئات قيادية وإدارية، إلا أننا كنا ننظر للأمام واضعين نصب أعيننا قواعد وخطط لتجاوز كل ذلك بجهد ومثابرة وعطاء منقطع النظير.

دائما في مثل هذا الوقت من كل عام، نرى أبناؤنا وبناتنا وهم يلملمون آخر أوراق عاما دراسيا شاقا وطويلا، نراهم بعد ذلك التعب والجهد المضني وهم يحملون شهادة نجاحهم بأيديهم مع فرحة غامرة وتطلع لغد جديدا، يحملون فيه أمنياتهم ويحلقون مع أحلامهم كفراشات تحلق أفواجا ناحية الضوء. تتزاحم تلك الأحلام في رؤوسهم منهم من يحلم بالانتقال لمرحلة جديدة ومنهم من يحلم أن ينتقل إلى فصل جديد، وآخرين يضعون أقدامهم على أولى عتبة في المرحلة الدراسية، جميعهم يسيرون نحو أفق واحد، وهو صناعة غد مزهر مكلل بمستقبل مبهر بحول الله وقوته.

إنهم فلذاتنا وهم حجر الأساس الذي سيزهر بهم وطننا الغالي يوما ما، إننا باعتبارنا كادرا فعالا في التربية والتعليم تقع على عاتقنا مسؤولية أعظم من أننا مجرد أفراد أو أشخاص يقدمون العلم أو يقدمون كل ما من شأنه أن يخدم العملية التربوية من علوم أو إنجاز مهام عملية، مسؤوليتنا هي التوعية المجتمعية بأهمية العلم والتعليم وتسهيل وتذليل كل الصعاب لينال أبناءنا ذلك بكل يسر وسهولة.

لذلك نمنحهم دائما وأبدا مساحات من الحب والعطاء بدون حدود، في بعض الأحيان قد تكون لحظة النهاية سعيدة إذا كانت نهاية للتعب وللجهد المبذول وبعد سهرمرهق.

كذلك نهاية العام الدراسي واحدة من تلك النهايات التي تحمل في طياتها السعادة والفخر، ومن أراد أن يصنع لنهاية العام الدراسي معنى، فعليه أن يجتهد فيه وألا يضيع وقته في غير ما كان لأجله، وأن يمنحه حقه الكامل، وأن يعمل بجد وصدق وأمانة ليصنع لنفسه مستقبلا يليق به، فمهما كانت الإجازة جميلة ومهما نعمنا بها بالراحة والمتعة فلن تكون جميلة إلا إذا أتت بعد تعب وجهد، فلا شيء في هذه الحياة يأتينا بسهولة ولا شيء يتحقق بروعة وفخامة، إلا إن كان قد سبقه تعب ومشقة مكللا بالعمل الدؤوب والنية الصادقة والإخلاص.

يعد حدث اقتراب انتهاء العام الدراسي حدثا غير عادي، كذلك القيادة التي أعمل تحت إدارتها تعد إدارة غير عادية والمتمثلة في الأستاذة الفاضلة/ شريفة الغامدي مديرة الابتدائية 160 المديرة المرنة المتوهجة بالعطاء، والتي سخرت كل الإمكانيات للوصول إلى نهاية عام مشرف نفخر بها جميعا بصفتنا موظفات تحت إدارتها الناجحة استحقت كلمة شكر على ما قدمته وما وفرته للكادر من جو ملائم وعطاء مخلص للعلم. وبإذن الله تعالى سيكون العام الدراسي القادم أجمل .