يقول الله عز وجل في كتابه الكريم وتحديدا في سورة الفجر ” والفجر * وليال عشر ” (الآية 2،1) وهو قسم عظيم، لأن الله له الحق في أن يقسم بما يشاء ولا يسأل عما يفعل وهم يسألون، وهو دليل أيضا على عظمة ما أقسم به والذي نخص بها هذا المقال وهي أيام وليالي العشر من ذي الحجة وفضلها في الإسلام والأمور المستحب فعلها فيها.

ونبدأ بفضائل العشر من ذي الحجة :- ونفصلها في النقاط التالية:

* القسم بها عظمة في حد ذاته :- وكما ذكرنا أنه تعظيم لمكانتها وفضلها عند الله، فإذا كانت هذه الأيام المباركة عظيمة عند الله عز وجل فما بالك بعظمتها عند العبد والذي من المفترض أن يعظمها ويكثف العمل فيها لإرضاء الله.

* أفضل أيام الدنيا على الإطلاق :- أكد ذلك المصطفى عليه الصلاة والسلام في قوله (أفضل أيام الدنيا أيام العشر) يعني: عشر ذي الحجة، قيل: ولا مثلهنَّ في سبيل الله؟ قال: (ولا مثلهنَّ في سبيل الله، إلا رجل عفَّر وجهه بالتراب) رواه البزار، وابن حبان، وصحَّحه الألباني.

* فيها يوم عرفة :- هو يوم عظيم عند الله ويسمى الحج الأكبر وهو الذي يغفر الله فيه الذنوب ويعتق فيه الرقاب من النيران ويتباهى الله فيه بعباده، ولو لم يكن في العشر إلا يوم عرفه لكفاها لأن دعاء يوم عرفة خير الدعاء.

* فيها يوم النحر :- هو أفضل أيام السنة عند بعض العلماء اعتمادا على قوله عليه الصلاة والسلام ” إنَّ أعظمَ الأيَّامِ عندَ اللَّهِ تبارَكَ وتعالَى يومُ النَّحرِ ثمَّ يومُ القُرِّ”(رواه أبو داود والنسائي وصححه الألباني).

* فيها ويوم القر : وهو ثاني أيام عيد الأضحى وأول أيام التشريق وسمي بذلك لأن الحجاج يقرون فيه بمنى (أي يسكنون فيها) وفضله يأتي بعد فضل يوم النحر في المرتبة الثانية كما في الحديث السابق.

* فيها أمهات العبادة :- حيث تجتمع فيها أمهات العبادة وهي الصلاة والصيام والصدقة والحج وهو ما لا يحصل في غيرها من الأيام بحيث تكون مجتمعة فيها.

* سميت بالأيام المعلومات :- وهي التي سماها الله عز وجل في كتابه الكريم بهذا الاسم في قوله تعالى ” لِّيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ”(الحج-28).

أهم الأعمال المستحبة في العشر من ذي الحجة :-

1- أداء مناسك الحج :- وهو أفضل العبادات في هذه الأيام لقول المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام ” العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة ” متفق عليه.

2- الصيام :- من العبادات المستحبة للمسلم في هذه الأيام وخاصة يوم عرفة الذي قال عنه الرسول عليه الصلاة والسلام ” صيام يوم عرفة، إني أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله، والسنة التي بعده ” رواه مسلم.

3- التكبير والتحميد والتهليل والذكر :- هي أيام مباركة ومعلومة أوصى فيها النبي عليه الصلاة والسلام بذلك في حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما ” ما من أيام أعظم عند الله ولا أحب إليه العمل فيهن من هذه الأيام العشر فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد). رواه أحمد.

4- الأضحية :- هي أيضا من الأعمال المفضلة في العشر من ذي الحجة وسنة مؤكدة في حق الموسر (ذو مال وسعة) وقد حافظ عليها نبينا عليه أفضل الصلاة والسلام لفضلها العظيم في هذه الأيام.

5- إتقان الفرائض وأداء النوافل :- مثل إسباغ الوضوء وإتقان الصلاة والتوبة النصوح من الذنوب والمحافظة على الواجبات وأداء النوافل والمستحبات والإكثار من الصدقة وحسن الأخلاق والتعامل مع الناس والكلمة الطيبة وبر الوالدين وصلة الرحم وغيرها من الفرائض والمستحبات من الأعمال الصالحة بلا استثناء في هذه الأيام الفضيلة.

وأختم بأن قسم الله بهذه العشر يبين لنا مدى عظمة هذه الأيام وعظمة ثواب الأعمال الصالحة فيها لكل مسلم يرغب في التقرب إلى الله وكل مذنب يرجوا الرحمة والغفران منه وكل عبد غلبته الشهوات وشغلته الدنيا بملذاتها وملهياتها ويرغب في اغتنام نفحات هذه العشر المباركة ورحمة الله الواسعة فيها، ونحن دائما في الدنيا إذا ما وجدنا عروض وتخفيضات ومميزات لمتاع الدنيا وجدتنا نركض إليها ونتنافس عليها بقوة، فكيف بهذه العروض الربانية والتي تخص الدار الآخرة وتضاعف الحسنات وتمحو السيئات، لذا فالأجدر والأحرى بنا استغلالها بكامل طاقتنا ونشاطنا والاستفادة من عظم كرم الله علينا والفرصة العظيمة التي منحنا الله إياها في هذه الأيام المباركة.