حينما تدخل الحرم الشريف في أي وقت تجد أمامك أولئك الرجال العاملين في تنظيف الحرم وتولي السقيا فيه وتنفيذ أعما الكهرباء والماء والترميمات وخلافها تراهم فرقا وأحزابا كخلايا النحل كل في كل حدب وصوب كل مشغول فيما أوكل إليه وحسب ما أتصور وأرى فهم من الوافدين جلهم من الباكستان فأهلا بهم وسهلا في خدمة البيت العتيق وحسب ما نقرأ ونسمع فإن عدد عمالة الحرم الشريف يزيد عن أربعة آلاف عامل أما عمال حرم المدينة فلا شك أنهم أقل من هذا العدد فيسري عليهم ما سيجري على الحرم الشريف ولكن يا ترى لو نادى المنادي بصوت مسموع وقال: هلموا إلى وطنكم فهو بحاجة إليكم مقرونا بالوعيد الشديد لمن يتخلف يا ترى هل سيبقى منهم إنسان وبطبيعة الحال فتلبية نداء الوطن واجبة التنفيذ ولا محالة ولو حصل هذا وقابله نداء من خادم الحرمين الشريفين وفقه الله يدعو فيه المواطنين إلى النزول لساحات الحرم واستلام الأعمال من أولئك الوافدين أجزم أن الحرم سيغص بالمتطوعين قبل الآخرين(ذو الأجور) تلبية للنداء والسبب هو تمكن الإيمان من قلوبهم وتعظيما للحرم وسمعا وطاعة لولي الأمر بل هو واجب وطني فهو خدمة لبيت الله الحرام وهنا في مكة المكرمة رجال ونساء كبارا وصغارا موظفين ومتقاعدين أصبحوا في وعي كامل وفهم لعظمة خدمة هذا الحرم بيت الله العتيق أول بيت وضع للناس على تلك الأرض المباركة بإقامة الكعبة المشرفة عليها وجعلها قبلة للمسلمين في كل أصقاع الأرض ((رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ)) وقبل أن يأتي ذلك اليوم أقول أليس المثل يقول أهل مكة أدرى بشعابها وأقول ما الذي يمنع من إصدار النداء لأبناء الوطن خاصة أبناء مكة للانخراط في خدمة هذا البيت العظيم وكل فيما تخصص به أو يختاره فيشاركوا الوافدين في خدمة الحرم جنبا إلى جنب وكل ما توفر عدد منهم وأتقن عمله يثبت عليه فمن كان هدفه التطوع وأجره على الله فأهلا وسهلا ومن هدفه العمل براتب فأهلا به وسهلا مرتين وبعد حين سيكون فنيي وعاملي الحرم وموظفيه رجالا ونساء جميعهم من أبناء الوطن بعدها نقول لأولئك الوافدين شكرًا لكم ما قصرت واعذرونا فأبناء الوطن استلموا مهامكم فعودوا إلى أوطانكم مشكورين ومن هنا أدعو رئيس الحرمين الشريفين الدكتور الشيخ عبد الرحمن السديس لبحث هذ الموضوع لأَنِّي أرى أهميته وحتى لا نقع فيما سبق أن وقعنا فيه حينما غار الإخوة المدرسين المصريين بلادنا وأفرغت المدارس منهم لأسباب حدثت في ذلك العام وحتى لا نلدغ من الجحر مرة أخرى فنندم ندامة لا بعدها نسألك اللهم الرشد إلى الهدى