الكثير منا للأسف يهمل كتابة خطته الشخصية خصوصاً عندما يبدأ عام جديد، ويرى ذلك بأنه تضييع وقت أو أنه غير مُجدي أو قد يكون لتقصير أو نوع من الاهمال، وللأسف الكثير منا ليس لديه ثقافة التخطيط بشكل عام حتى للفترات القصيرة تجد الغالبية يُسير وقته بشكل عشوائي دون تحديد أهداف أو مهام لنفسه، لذا هذا المقال سوف يذكرنا ببعض الخطوات العملية التي تقودني وتقودكم إلى وضع خطة سهلة وميسرة ذات طابع عملي تناسب احتياجات الجميع ، لذلك لا تتردد في الاستفادة منها قدر الإمكان.

وسأضع بين أيديكم القواعد السهلة للتخطيط الشخصي وهي:
أولاً: النية والإرادة والقصد: يجب أن تنوي في بداية العام نية صادقة بكل عزيمة وإرادة كاملة أن تغير وتصنع من نفسك نسخة أخرى وتجعل جميع أعمالك خالصةً لوجه الله تعالى، وأن تتوجه إليه بالدعاء والتوكل الكامل حتى تكون خطواتك مباركة وبرعاية إلهية بإذن الله، وما أجمل أن تكون حياتنا بمعية الله للتغلب على تحدياتنا ومصاعب الحياة، قال تعالى: {وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ}. [الطلاق: 3] ، فجدد نيتك مع الله وأصدق معه قولاً وعملاً.

ثانياً: معرفة ذاتك وواقعك أساس التخطيط: يتفق كل المتحدثين عن التخطيط عمومًا والتخطيط الشخصي خصوصا على أهمية (تحليل الذات والواقع) قبل البدء بوضع الأهداف، وذلك حتى لاتضع أهدافًا لا تناسبك، فالأهداف يجب أن تتلاءم مع واقعك وقدراتك الحالية، فيجب أن تُحلّل شخصيتك بعمق وأنت أفضل من يقوم بهذا واستعن بوالديك وإخوانك وأصدقائك المقربين.

وباستخدام نموذج (SOWT) الرباعي القائم على أربعة محاور:
1/ نقاط قوتك من مهارات وقدرات وعلاقات وإمكانيات وغيرها.
2/ نقاط ضعفك وهي تمثل سماتك وعاداتك التي تعيقك عن تحقيق أهدافك.
3/ الفرص المتاحة لك التي لم تستغلها كما يجب لتحقق ما تريد.
4/ التهديدات أو المخاطر التي ربما تعرقل وصولك لأهدافك أو تحد من فاعليتك.

ثالثاً: تحديد وجهتك ورسالتك في الحياة: من المؤسف أن البعض يفكر في الأهداف التفصيلية وهو لم يحدد توجهه المستقبلي بعد. يجب أن تحدد تخصص حياتك وهو ما يعبر عنه بـ (رسالتك في الحياة) وهو باختصار الإجابة على السؤال (ما الدور الذي تقوم به في الحياة؟) وهو ما يمثل الطريق الذي تسير عليه في حياتك.
كما يجب أن تحدد وجهتك بدقة بالإجابة على السؤال (أين تريد أن تكون بعد “خمس”سنوات؟)، وهي ما يُعبر عنه ب (الرؤية).
ويستلزم ذلك تحديد تخصصك العلمي والمهني ، وهذا سيوفر عليك المزيد من العناء والصراع النفسي فيما بقي من حياتك.

رابعاً: اختر هدف واحد رئيس لا عدة أهداف: لكي تكون خطتك عملية وسهلة تحتاج أن تحدد هدفك الأكبر الذي تسعى إليه ، ويمكنك معرفته من خلال تحليل شخصيتك وواقعك ، ولا تكثر من الأهداف فذلك يشتتك كثيرًا ، وإنما اختر هدف أو هدفين أو ثلاثة اهداف رئيسية واشتغل عليها طوال العام.

خامساً: تبنى عادات تحقق التوازن في حياتك: التوازن والتكامل بين مختلف أدوارنا في الحياة مهم جداً في الخطة الشخصية ، فلكل واحد منا عدة أدوار يمارسها في حياته، فأنت طالب أو موظف أو رب أسرة، وعليك مسؤولية دينية تتمثل في العبادات، وعليك مسؤوليات اجتماعية متعددة، وعليك أن تنمي ثقافتك ومعارفك، وتحافظ على صحتك النفسية والجسدية ، ويرى البعض أن نشمل كل هذه الجوانب والمجالات بأهداف خاصة ضمن خططنا الشخصية لنحقق التوازن في حياتنا.

سادساً: لا تسمح لشعلتك أن تنطفي: حفز نفسك بشكل مستمر ودائم ولا تنتظر التحفيز من الآخرين ، ومن ذلك احتفظ بمقاطع يوتيوب أو صوتية تحفيزية، ترجع لها في الأوقات التي تشعر فيها بفتور الهمة ، واستخدم تطبيقات تتبع العادات لمتابعة خطة التوازن وبناء العادات، واستخدام تطبيقات المهام لمتابعة الإنجاز، إضافة لكون هذه التطبيقات تبقيك يقظًا في متابعة خطتك فهي تمنحك شعورًا بالإنجاز.

سابعاً: المواصلة والمتابعة المستمرة وعدم التوقف: المتابعة والاستمرار هي روح الخطة ، والمتابعة الدورية لخطتك ومراجعتها ينبغي أن تدرجها ضمن (العادات) الأساسية التي يجب أن تقوم بها بصفة أسبوعية ضمن خطتك للعام القادم.