بداية ماهي التوقعات:

هي نمذجة عقلية ترتبط بصور ذهنية وتخيلات لاحداث مستقبلية ينتظر الفرد حصولها سواء بنشاطه الفردي او من خلال السلوك الجمعي ( اي ماينتظره من الاخرين).

تستخدم هذه التوقعات بشكل طبيعي لمساعدتنا في الاستجابة للاخرين أو الحكم عليهم احيانا.

لكن فشل التوقعات في كثير من الاحيان يتسبب في الصدمات والاكتئاب بالاضافة للانسحاب من العلاقات وفسخ العقود والشراكات.

لن أتحدث هنا عن خفض سقف التوقعات من الاخرين الذي اجده مصطلح مزعج نفسيا يوحي بفقدان الثقة في الاخر وسطحية العلاقة و يسهم في تقويض العلاقات الاجتماعية التي تقوم على خيارات معقدة ومركبة لخلق درجة من التلاحم في البنية المجتمعية .

وانما سأتحدث عن ادارة موضوعيه لتوقعاتك من الاخرين فيها تتحول التوقعات من معول هدم الى أداة النمو والتطور .

لاحظ ان توقعاتك قد تسهم في رفع اداء من حولك وبذلهم الجهود ليرتقوا لمستوى توقعاتك منهم ، لكن بالمقابل المبالغة ايضا قد تكون سبب لشعورك بالإحباط من عدم قدرتهم على الانسجام مع توقعاتك وشعورهم هم بالعجزوعدم الكفاءة.

كيف تدير توقعاتك بطريقة متوازنه تجنبك الخذلان وما يسببه من احباطات و زعزعة للسلام الداخلي:

أولا: أولادك ، لاتتوقع ان يكونوا نسخة عنك ، او يجسدوا في انفسهم احلامك الضائعة التي فشلت في تحقيقها ، ولا تتوقع ان يلازموك طوال حياتك .

توقع منهم البر والاحسان ولكن أرجوك لا تكبلهم وتبتزهم عاطفيا به ، كل ماعليك هو ان تغرس جدور الحب عميقا قي نفوسهم ثم امنحهم أجنحة ليحلقوا.

ثانيا :توقع ان يكون شريكك مصدر للحب، للأمان وللدعم والسند لكن لاتتوقع ان يقوم شريك حياتك بدور المنقذ تحرر من دور الضحية وانقذ نفسك ، لا تتوقع ان يمثل احد والديك فزوجتك لن تتصرف كأمك وزوجك لن يكون كوالدك هذه مقارنه مختلة تظلم فيها شريكك و تسبب التوتر في علاقته بأهلك ( سنتحدث عنها في مقال مستقل).

ثالثا:اصدقاءك، توقع منهم التواصل والوفاء والمساندة ولكن لاتتوقع منهم استمرار التواجد ولا تتوقع ان تظل على رأس اولوياتهم للأبد، الأولويات قد تختلف مع زياده المسؤليات ( صديقك الاعزب قد يتزوج يوما).

رابعا :العمل ، اخلص في عملك وتوقع عائدا أفضل ماديا ومعنويا لكن تخلى عن كل توقعاتك العاطفية وغير الناضجه، طور نفسك واصقل مهاراتك واصنع خططا بديلة ليوم تتضارب فيه المصالح وتظهر فيه الأجندات الخفية على السطح.

خامسا :الأهداف ، تخلى عن توقعاتك غير المنطقيه للأهداف فقانون التدرج من القوانين الحاكمة في الكون حتى لو امتلكت هدف اكبر من طاقتك سوف تقوم تلقائيا بعملية تدمير ذاتي للهدف . اذن ،لاوجود لوظيفة الأحلام ولا سفرة العمر كل شئ في الحياه له وجهين ،جانب ايجابي و اخر سلبي تقبله وتعايش معه ، كل هدف له مراحل واطوار لو كان هدفك مشروع مثلا توقع التوفيق والنجاح مع المثابرة والاستمرارية ولكن من السذاجة ان تتوقع ان تجني الارباح من اليوم الاول .

سادسا؛توقع من الناس الإحسان واحسن الظن بهم لكن لا تعتقد انك تسطيع بناء توقعات دقيقة عنهم نتيجة لصعوبة الوصول الى لدرجة كافية من الادارك المعرفي لسمات الاخرين ونظرا للفوارق الفردية بين البشر وضبابية الاحكام يصعب علينا توقع سلوكهم واستجاباتهم ، لذلك يجب عليك ان تستعد لتقبل الاخطاء والتعامل مع الاساءة .

سابعا :واما من الله الكريم المنعم البر اللطيف ، فهنا يختفي الحذر تتلاشى الحدود والقيود ,فارفع سقف توقعاتك ليبلغ عنان السماء فما من شئ اتصل به إلا أنبت وأخضر ثم أزهر وأنور .

ويظل لنا في الله ظن لايخيب.