مع حرص ديننا الجميل على علاقات البشر ببعضهم والأجر في خدمة بعضنا البعض إن وجدت النية الصافية لكن حتى في توصية الدين بالوالدين أنت ملزم بالإحسان لهما ومصاحبتهما بالمعروف وطاعتهما بما يتماشى مع الفطرة السليمة ولكنك لست ملزم أبدا بإرضائهم إن كان إرضاؤهم ضرره أكبر من نفعه، نحن ملزمون بالبر والإحسان والمبادرة الطيبة حتى لو كان ما نفعله بلا دافع الحب لكننا نفعله برضا وسعادة لأن بداخلنا دافع أكبر منه ألا وهو إرضاء الخالق عز وجل، الذي لا أحد يستحق إرضاؤه إلا هو، هذا مع والدينا الذين نحبهم أكثر من أرواحنا، فكيف هو الحال في إرضاء من هو أساسا ليس من دائرة أرحامنا ويعتبر أن إرضاؤه إلزام.

وإذا حدث وأردنا أن نرضي الناس فلنتفحّص بداية هؤلاء الناس ونفسياتهم وعقلياتهم ومكانتنا في قلوبهم وحفظهم لنا في غيابنا قبل حضورنا، ووجودهم إلى جانبنا في المواقف الصعبة في الحياة التي تحتاج لأصحاب المبادئ والقيم وليس لأصحاب المصالح والذمَم، عندها سنعرف النخبة التي تستحق الحفاظ عليها، وسنعلم عندها أن من أمامنا يستحق أن نضعه ضمن من نسعد لإسعاده وليس فقط لإرضائه، فأن تُسعد شخصا فهذا يرقى إلى أعلى من أن ترضيه لأنك تشعر معه بالحب والأمان والسعادة والطمأنينة التي ستكون محركك ودافعك الرئيسي للحرص على كل شيء جميل قد تقدمه له وهؤلاء الناس نقول فيهم: إسعاد الأحبة سعادة نهديها لأنفسنا في المقام الأول، وعليه تصبح واجبة لما تتركه من أجمل الأثر في نفوسنا وما حولها.

ولا تنسى أن كونك مختلفا من وجهة نظر من حولك يعني أنك مميّزا من وجهة نظر نفسك، وتذكر أيضا، أن تكون مختلفا يعني أن تكون أقوى لأنك تملك ما لا يملكه الجميع من اكتفاء ذاتي تلجأ إليه عندما يلجأ الجميع للقطيع ليعطيهم ما ينقصهم من أي شيء! دون أن يلتفت لنفسه ويرضيها قبل كل شي .

فارضاء الناس واسترضائهم ليس إلزاما علينا بقدر ماتكون اسعاد من يستحق ذلك . لذلك عليك أن تعز نفسك ويكون لديك الثقه بها ولاتكون امّعه حتى لاتكون طعمه سهله لكل من يحاول استغلالك وقت حاجته لك ويتركك وقت مايستغني عنك .

الثقه بالنفس مطلوبه اسعاد الآخرين هديه نهديها لهم ارضاء الناس ليست الزاميه .

 

احمد آل عيشان