في عصر التطور والتقنية والاعتماد الرئيسي على استخدام الجوال لساعات طويلة، أصبح الكثير من مُسْتَخدمي الجوال يغرقون في بحر استخدامه دون الشعور بمن حولهم من الأهل والأبناء والأقارب ويقضون كثيراً من الساعات في التصفح وزيارة التطبيقات وقراءة الأخبار التي يكون جزءا بسيطا منها هو المهم وليس معظمها، وأن الفائدة التي يجنيها المستخدم من الوقت لا يُوَازي مُخْرَجاتها وهو ما يسميه الكثير بإدمان الهاتف الجوال، وهو مؤشر غير جيد يدل على أن هناك مشكلة ولابد من محاولة علاجها والتعامل معها بحلٍ جذري وسريع يحد منها ويعطي كل ذِي حقٍ حقه من الوقت المهدر على الجوال.

مسببات الإدمان على الهاتف الجوال :- يوجد مسببات كثيرة ومنها توفر الشبكة المعلوماتية (الإنترنت) وعروضه الجذابة على مستوى العالم – توفر التطبيقات المجانية بكافة مميزاتها – الألعاب الإلكترونية للأطفال والمراهقين – إفراز مادة الدوبامين في الدماغ والمؤثرة على الأحاسيس والسلوكيات والانتباه والتوجيه والشعور بالمتعة والسعادة والإدمان – سهولة حمل الهاتف والتنقل به من مكان لآخر – انتشار الهاتف الذكي واستخدامه حول العالم – تطور بطاريات الجوال والقدرة الهائلة لها في الاستمرار وملحقاتها – سوء استغلال وقت الفراغ لدى البعض – عدم مراقبة الأطفال والمراهقين وتخصيص أوقات مُعَيّنة لاستخدام الجوال – الفراغ الاجتماعي والعاطفي لدى الأُسَر.

التأثير السلبي لإدمان الهاتف الجوال :- توجد عِدّة تأثيرات على الإنسان ومن أهمها:
* الشعور بالوحدة والاكتئاب والتي تُشَجّع الإنسان على الانفراد بالجوال والإفراط في استخدامه.
* ضُعْف القدرة على التفكير الإدراكي والإبداعي والتأثر بما يستقبله الإنسان من الجوال وأحيانا العمل به.
* اضطرابات النوم وكثرة السهر وتأثيرها على الصحة العقلية والذاكرة والمهارات التعليمية والمعرفية.
* الإضرار بالعين لحساسيتها والتلف بسبب الإضاءة الزرقاء ومُسْتَقْبِلات الضوء وعدم وضوح الرؤية والجفاف.
* آلام الرقبة والعمود الفقري بسبب الانْحِنَاء الدائم وعضلات اليدين والذراعين والإصابة بمتلازمة النفق الرَسْغِي.
* الكسل والخمول وظهور أعراض السُمنة على الإنسان بسبب قِلّة الحركة وما يتبعها من أمراض السُمنة.
* عدم القُدْرَة على التركيز في المهام اليومية سواءً الدراسية أو العملية أو الاجتماعية مما يؤدي إلى التقصير والفشل.
طُرُق التخلص من إدمان الجوال :- من أجل التخلص من الإدمان لابد من إتباع الخطوات التالية:
* معرفة الوقت المُسْتَغْرَق مع الجوال يوميا ودراسته جيدا للتقليل منه بالتدريج خاصة غير المُفيد منه.
* إلغاء التطبيقات التي تستهلك وقتا طويلا وتكون فائدتها محدودة لا تُغني ولا تُسمن من جُوع.
* إلغاء الإشعارات الفورية والتنبيهات المزعجة والتي تَجْذِب فضول المستخدم لها.
* تخصيص وقت محدد لاستخدام الجوال والتطبيقات بحيث لا يُؤثر على الأهل والأبناء والالتزام بذلك.
* استخدام أسلوب القراءة السريعة مع الرسائل والتغريدات وجميع وسائل التواصل لِتقليص الوقت.
* قضاء وقت مع الأهل والأبناء يلتزم فيه الجميع بالبُعْد عن استخدام الجوال في هذه الفترة من الزمن.
* تخصيص وقت لنشاط رياضي يومي للمحافظة على الصحة والرشاقة والبعد عن الجوال لفترة النشاط.
* ممارسة هوايات مُفَضّلَة تُشعر الإنسان بشغل وقت فراغه في أمور مفيدة وتُبعده جُزئياً عن الجوال.
* البعد عن الجوال ولو لوقت محدد وخاصة في فترات الراحة والنوم والاستجمام والطعام.

وأخيرا، إن الهاتف الجوال سلاح ذو حدين له فوائد كثيرة في حياتنا لا ننكرها ولكن بالمقابل هناك العديد من السلبيات التي يسببها الاستخدام لدرجة الإدمان والتي يجب علينا التعامل معها ومحاولة تخطيها قدر الإمكان للحفاظ على صحتنا وأسرتنا وأبناءنا من واقع الاستخدام الإيجابي لهذه النعمة التي أكرمنا بها الله والاستفادة منها في حياتنا الدراسية والعملية وذلك لتسهيل الأمور وزيادة التواصل والاطلاع على المستجدات العلمية والعالمية ومواكبة التطور والتكنولوجيا في العالم أجمع.