تُعتبر الّلباقة في الحديث من أهمّ الأمور التي تتسبب في قبول والرضاء بمفردات الحديث.

فالكلمةَ الطيبةَ والأسلوب الحسن والصدق بالمنطوق، هما الطريق لكسب قلب المتلقي قبل أذنيه، كما أنّ الشّخص الّلبق يستطيع أن يلفة انتباه المستمع بجمال ما يملكه من فن الاسلوب.

ومن نتائج الأسلوب الجميل القبول والانصياع والاهتمام بما يقوله والعمل به.

ومن يمتلك الأسلوب الفض فلن يجني إلا النفور منه وعدم الانصياع له والابتعاد عن مجالسته.

سأخص سطوري لكل قائد فريق عمل ولأعضاء الفريق وأقول أهمس قبل أن تجهر، فبيئة العمل من حواليك يعرفون مبدئك وجوهرك من خلال أسلوب تعاملك ومفردات حديثك، وسألخص اهم الآداب التي تتطلب أن نتحلى بها ليستقيم بها لساننا باستقامة إيماننا:
1. كن محافظاً على نبرةِ صوتك وأن تكون المفردات للموقف المناسبة لها.
2. مراعاة الفروق الفردية وإجادة توظيفها بالمكان والزمان المناسب.
3. إجادة المفردات الصحيحة المناسبة للحوار الوظيفي وعدم الخوض بنقاط خارجه عن الموضوع.
4. عدم إدخال المصطلحات والعبارات والمواضيع السياسية والشخصية بمجال عملك.
5. عدم الإسهاب في المواضيع التي لا تمت بصله بطبيعة عملك قدر الإمكان.
6. تحلّى بأدب الحوار الجماعي والتواضع في التعامل، تجنّب اللمز والهمس والغمز.
7. تعلم فنون الحوار ووسائل التواصل اللفظية والحركية.
فداخل بيئة العمل (بيتنا الثاني) يتطلب علينا إجادة فنون التعامل والحوار التي أوجبتها لنا شريعتنا الإسلامية.
فكثيراً ما رأيت من خلال مسيرتي العملية من يتوجه أو يستفسر أو ينصح، بأسلوب لا يليق بما تعلمنا وتربينا عليه على سبيل المثال:
1. يا كيس النوم ليه متأخر اليوم؟ (زميل يسأل زميله بصوت مرتفع)
2. لماذا لم تنجز المطلوب منك؟ (مسؤول يسأل أحد موظفيه بصوت مرتفع بين زملائه)
3. أنت تدرعم راسك وبس! شف زميلك خلص وأنت باقي للآن؟ (مسؤول يوبخ أحد موظفيه)
4. وشذي الريحة!!!! من الي متعطر؟ (موظف يسأل بين زملائه)
5. المناداة بأسماء غير لائق مثل يا دب يا هو أو بألقاب غير متقبله (عياره) (بين الزملاء) فلا بد من إجادة فن الكلام بالهمس لإيصال الطلب للمطلوب والرسالة بأسلوب يتقبله المتلقي.

عامل من حولك كما تحب أن يعاملوك
كان هناك رجل يدعى الأحنف، خاصمه رجل يدعى ابن قيس فقال الأخير للأول: “لئن قلت واحدة لتسمعن عشرًا”، يعنى ” ستقول كلمة وسأرد عليك بعشرة”، فقال له الأحنف: “لكنك والله لو قلت عشرًا ما سمعت واحدة”.
وخطاب المرء دليل على شخصيته وينبئ عن مكنونه، وكما قال زهير بن أبي سلمى:

وَكَائن تَرَى مِنْ صَامِتٍ لَكَ مُعْجِبٍ ** زِيَادَتُهُ أَو نَقْصُـــــهُ فِي التَّكَلُّمِ
لِسَانُ الفَتَى نِصْفٌ وَنِصْفٌ فُؤَادُهُ ** فَلَمْ يَبْقَ إَلا صُورَةُ اللَّحْمِ وَالـدَّمِ

الخلاصة: قَالَ رَسُولُ اللهِ – صلى الله عليه وسلم -: «لَا يَسْتَقِيمُ إِيمَانُ عَبْدٍ حَتَّى يَسْتَقِيمَ قَلْبُهُ، وَلَا يَسْتَقِيمُ قَلْبُهُ حَتَّى يَسْتَقِيمَ لِسَانُهُ».

فكن لبقاً بكلماتك وأهمس بما يليق بأخلاقك التي تمليها عليك شريعتنا الإسلامية.