جميلة هي الأيام، ولكن مع ذكرى اليوم الوطني الثاني والتسعون لبلادنا الحبيبة المملكة العربية السعودية والذي يصادف هذا اليوم 23/ سبتمبر/ 2022م تُصبح الأجمل لما تُمثله من نقطة تحول من حياة البُؤس والفوضى والتناحر والتشتت والجهل والخرافات والفقر والأمراض إلى حياة الأمن والاستقرار ورغد العيش والازدهار، والذي ما كان له أن يتحقق لولا فضل الله تعالى وتوفيقه ثم بفضل ما بذله المؤسس الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل آل سعود طيب الله ثراه من جهود مُخلصة ومضنية وحثيثة، متجاوزاً بذلك متاعب الصحراء الشاسعة وحرارة الشمس اللافحة وهو يمشي حافي القدمين ويسهر الليالي لأجل وضع خطط استراتيجية لتوحيد هذه البلاد ولم شمل ساكنيها على تقوى من الله، ولا غرابة في ذلك، فهو قائد بالفطرة وملك مُحنك ومقدام وشجاع، قال: عنه أحد المؤرخين العرب ( بأنه الملك الذي كان ولا يزال وسيظل بإذن الله تعالى حياً في أذهان الناس بما قدم من معروف وبما أسدى للإنسانية من عمل خير، ونبيل، وأنه في عمق تفكيره وسمو تدبيره مثله في شجاعته وروعة وتضحيته، وأنه في تقواه واخلاصه مثله في دهائه ومكره وذكائه) فيما وصفته الكاتبة الفرنسية، اندريه فـيوليس عام 1937م ( بأنه الملك الذي كان حاد النظرات والحذر في حديثه، وأنه ينظر لمُحدثه ويدرسه دراسة سريعة، وقد أسس مُلكه بين عشية وضحاها دونما وجل، وكان طويل التروي ولا يحب المجازفة معتقداً بأن الاستعداد للعمل لابد من دراسته أولاً لتحقيق النجاح ) وهو القول الذي يُفهم منه التخطيط في أروع معانيه على الرغم من أنه لم يتعلم عناصر الإدارة، ولا فنونها وإنما انطلق من فطرته السليمة النقية وإيمانه القوي بالله عز وجلّ حتى أضحت هذه البلاد في كيان جديد ننعم نحن مواطنوه بخيراته ونتفيأ ظلاله بكل فخر واعتزاز، فما أجمله من وطن عزيز، ومُقدس لاحتضانه الحرمين الشريفين والكعبة المشرفة قبلة المسلمين ومشاعر الحج التي يهوي إليها المسلمون من كل فج عميق لأداء فريضة الحج، عدا كونها مهبط الوحي ومنبع الرسالة المحمدية إلى الناس كافة، وما أجملنا ونحن نقوي من لحمتنا، وتعاوننا لخدمة هذا الوطن في مُختلف المجالات وعلى كافة الأصعدة الداخلية والخارجية بكل أمانة وهمة وإخلاص ومثابرة وتضحية، وأن نلتف حول قيادتنا الرشيدة ونساندها ونقف بجانبها أمام كل التحديات العالمية ومن تسول لهم أنفسهم إلحاق الضرر بوطننا أو العبث في مقدراتنا الوطنية بأي شكل من الأشكال، وأن نحافظ عليه وندافع عنه بكل ما اوتينا من قوة، داعين الله أن يحفظ قائد مسيرتنا المباركة خادم الحرمين الشريفين ملكنا سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، وأن يمدهما بعونه وتوفيقه، لما فيه عـز، ونصرة ورفعة، وتطور، وتقدم هذا الوطن الشامخ ( السعودية العظمى ) وللجميع صادق الدعاء وأسمى آيات التهاني والتبريكات بمناسبة هذا اليوم التاريخي المجيد.