كل إنسان في الحياة لديه قدر من المعرفة في أمور معينة، ويختلف هذا القدر من فرد لآخر، ولا يوجد أحد يحيز المعرفة في كل شيء، ولكن يستطيع الإنسان أن يكون قاعدة لا بأس بها في فنون المعرفة الرئيسية والتي يحتاجها في حياته، بل عليه بناء ذلك، فلابد أن يكون ملم ببعض الأمور حتى تتيسر له أمور أخرى، ومن عجيب ما مر بي أن أحدهم في بداية حياته وخريج حديث وبكل بساطة يعتقد صعوبة (السيرة الذاتية) وقال لي وبلهجة عامية: “ماعرف أقدم على الوظايف وماعندي سي في”
وفي اعتقاده أن السيرة الذاتية أمر صعب وهي من بديهيات المعرفة، ولكنه نبهني على نقطة مهمة بعبارته تلك وهي: ليس كل ما أعرفه يعرفه الآخرون.

وهنا مربط الفرس فنشر المعرفة التي تعرفها تكون معرفة عند أحدهم تظن أنت أنه يعلمها لأنها أمر بديهي جدا، فكما نحث الآخرين على أن يُنمو المعرفة لديهم في كل فن من فنون الحياة التي تساعدهم على العيش، فإنا نحث من يمتلك تلك المعلومة أن يقدمها بالطريقة التي تناسبه ويساهم في نمو المعرفة بشكل عام، ولا يتلفت لمن يقول أن ذلك أمر بديهي، ولا يوجد أحد قد حاز المعرفة من كل جوانبها.