على مدار سنوات حياتي التي قضيتها في مجال العمل وحضور الكثير من الدورات وجلسات التوجيه، لاحظت أن هناك البعض تفردوا وتميزوا بمجال عملهم، وآخرين رأيتهم باقون كما هم بوظائفهم لمدة سنوات بنفس الثبات دون أي بادرة تغير. ومن خلال متابعتي لتلك الشخصيات وعن قرب، أستطيع أن أقول أن لطريقة تفكير أولئك الأشخاص دور كبير في مخرجاتهم ونتائج إنجازاتهم.

هناك من يبذل مجهود جبار وذلك من أجل إتقان العمل ليحصل بعدها على أفضل النتائج، وحتى لو لم يحصل عليها فإنه يستمر بنفس الجهد الذي بدأ وذلك لأن لديه قيم ومعايير شخصية عالية وحب لتعلم كل ما هو جديد. وأما البعض الآخر فإنه يريد فقط الإطراء والمديح بدون أن يحرك ساكنا. هناك من يعشق الفشل في طريق الإنجاز لأنه يتعلم منه للمرات القادمة بتجربة أشياء جديدة واستراتيجيات أخرى، وآخر لا يتقبل كلمة فشل على نفسه.

هناك من يخاف أيضا تجربة ما هو خارج عن النمط الذي تعود أن يعمل به.

يوجد من يتقبل النقد الإيجابي برحابة صدر وتسامح ويسعى دائما لتطوير وتحسين جودة عمله وذاته بكل الوسائل المتاحة. ويوجد من لا يستطيع تقبل آراء الآخرين في عمله ويأخذ الأمور بمنحى شخصي وعنجهية ورعونة أحيانا، بل ويبدأ في محاربة كل من ينتقده أو يوجهه للطريق السليم ويصحح أخطاءه. ومن هنا نعرف النقاط التي تميز هذين النمطين من التفكير وهو ما يسعني تشبيههما فيما عُرف بالعقلية الرجعية المتخلفة وعقلية النمو، وهي طريقة تفكير نتبعها في حياتنا.

لذلك من المنطق أن نتحدى أنفسنا لأن ذلك يزيد من الفرص التي يجب أن نتعلمها عن أنفسنا. كل تحدٍ جديد بحياتك حتما سيساوي فرص جديدة تنتظرك. مواجهة التحديات ما هو إلا جزء كبير جدا من التطور الذي نحتاجه في تنمية مهارات التعلم باستمرار في هذه الحياة.