إن المرأة التى تهز مهد وليدها قادرة على هز أعتى عروش العالم ، وأن استبداد المرأة للرجل او الرجل بالمرأة هو أسوأ أنواع الاستبداد لأن استبداد الضعيف بالقوى هو الاستبداد الذى يدوم

وصف القرآن المرأة مادحًا لها بأنها هي السكن وليس الرجل ، فالله تعالى وصف المرأة بالسكن عندما قال (ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجًا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودّة ورحمة إنّ في ذلك لآيات لقوم يتفكّرون)، فالمرأة سكن للرجل، كما أن الرجل مركز أمان للمرأة، ويجمع بينهما بالمودة والرحمة ، خلق الله حواء زوج لآدم عليه السلام لتؤنسه ويسكن إليها.

فحواء خلقها الله من آدم ليسكن إليها ، فبينهما الانتماء والارتباط والتألف والالتجاء والاستقرار والسكن والمودة والرحمة، أي أن المرأة هي سكن الرجل وموطنه الذي يطمئن إليه ويستقر.

الى هنا ليعلم من ينادي بعكس الفطرة والدعوة للشذوذ والمثلية و عالم النسوية ومن يدعوا الى الكف عن الزواج بحجة التكلفة والحياة التعيسة ، بأن ندائكم يعود لكم بالويلات والخسارة.

كل ذلك بسبب ما نتعايشه ونراه بهذا القرن ، من التطلع والإقتداء بالثقافات المنحلة بحجة الاعجاب والميول من غير لهم ، ولابد أن يكون لنا مقياس لما يأخذه وما يتركه، نحن بزمن أصبح الشهر كأسبوع واليوم كساعة ،والعالم أصبح كشارع داخل قرية ، والمتعلم يجهل والجاهل يتخبط ، وعلى كل هذه المدخلات المغرضة والداعية للتفكك والانحلال إلا إن الزوجين يعلمان علم اليقين بأن الزوجة لها دور عظيم في حياة الأسرة والمجتمع ، ولا يستغني الرجل عن المرأة في حياته لو انطبقت السماء على الأرض بمحاربة البشر لهذه الفطرة الربانية السوية ، ومهما عصفت تيارات التغيير والثقافات السلبية المنقولة والحروب التغييرية لقتل قيمة الحياة الزوجية ودورها ومكانتها ، فالمرأة هي السكن والأمان، وتبقى المرأة والرجل هما الكمال المكمل لبعضهم ، فكلاً منهم يعطي الآخر ما يحتاجه ويشعره بالراحة والاستقرار والسكينة والبناء المشترك والعطاء المثمر ، فوصف الله العلاقة بين الرجل والمرأة في القرآن بـ”السكن” فلا تعني عدم وجود مشاكل بينهم أو خلافات، فالمشاكل من حركة الحياة ، وهذا أمر طبيعي، ولكن المشاكل ذات الطابع الرجعي الحسن ، بمناقشة المشاكل والسعي لحلولها بالإيجابية وبما يثمر على العلاقة بينهم لتستمر وترتقي .

تشكو المرأة من زوجها من تعرضها للضرب المبرح من زوجها ، ويشكو رجلٌ من زوجته العاملة وغرورها وتقليلها من شأنه حتى أمام الناس ، تشكو المرأة من بخل زوجها وإذلالها وقسوته العاطفية، ويشكو الرجل من زوجته كثيرة الشكوى والتذمر وإفشاء الأسرار ووو

تتعدد الأحوال والأسباب التي تنغص وتنكد ما بين الزوجين في حياتهم ، ولكن حلها بالعقل والنقل الشرعي الاسلامي ، ويقف أمام هذه الأحوال والأسباب ذا العقل السليم والمبدأ الصحيح ، والإيمان بما أمر ديننا الإسلامي من واجبات وحقوق شرعها بين الزوجين ، لتستقيم حياتتهم .

عند بناء الأمان والصدق والإخلاص والوفاء بين الزوجين ستكون حياتهم المسكن والأمان والهناء والظل الظليل ذات الثمار النافعة كالأبناء الصالحين والاوقات الجميلة والأثر الذي يقتدى به للآخرين.

فالمساهمة في بناء العلاقة بين الزوج وزوجته مساهمه لا تقبل القسمة وخسارتها مشتركة ، وربحها لا ينتهي قال صل الله عليه وسلم (أو ولد صالح يدعو له) فالولد يكون من علاقة حميمه وود ورضى ومحبة.

قاتلوا وحاربوا كل من يدعوا للاستنقاص من قيمة الزوجين والمرأة ، وتجاهلوا دعاة النسوية وللتظليل وخلق العدوانية ، الرجل الذي لا يعرف قيمة الزوجة كالصياد الذي لا يعرف استخدام وسائل الصيد والنتيجة لن يصيد ما يريد ليعيش ، والمرأة التي لا تعرف قيمة الرجل كمن تقود السيارة وهي لا تعرف القيادة  النتيجة كثروة الحوادث والاصابات ولن تصل لهدفها.

فالمرأة دورها خطير في الاسرة المجتمع فهي القلب النابض في هذه الحياة ومتى ما فسد هذا القلب فسدت الحياة بأكملها ، لأنها هي التي تربي الأجيال التي سوف تقود الأ مة من بعد ، فبفساد امرأة واحدة يفسد أبناؤها وأبناء الأبناء وهكذا فتكون المرأة الفاسدة كخلية سرطانية تدمر في الاسرة و المجتمع ، بينما تكون المرأة الصالحة لبنة خير في المجتمع ومصباح خير يشع ضياؤها في الأجيال من بعدها ، فكونوا لها خير معين وناصح .

فكونوا أيها الرجال عوناً للمرأة في الحرب التي تهدف لتدميرها ولا تكونوا عوناً عليها أو أن تسلموها طعمة سائغة لأعداء ها فتشقى مجتمعاتكم ، اللهم احفظ على حواء من مكر الماكرين وحقد الحاقدين من الإنس والجان أجمعين .