الحمدلله ربِّ العالمين ، والصلاة والسلام على نبينا محمد عليه أفضل الصلاةِ وأتمُ التسليم .
أما بعـــــــد :
فقد وصف الله تعالى المؤمنين الصالحين الذين كتب الله سبحانه لهم الفلاح والرشاد في الدنيا والآخرة بأنهم يرعون أماناتهم ويؤدونها حق الأداء .
قال تعالى : ( وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ) . سورة المؤمنون 8
وصفة الأمانة كما هي معلوم من الصفات التي تميّز بها حبيبنا رسول الله عليه أفضلُ الصلاة وأتمُّ التسليم .
حيثُ سُميَّ ( الصادقُ الأمين ) بينَ قومه . حتى وقومه يعادونه لم ينفوا عنه هذه الصفة , كما جاء في حوار أبي سفيان وهرقل ، حيث قال هرقل : سَأَلْتُكَ : هَلْ يَغْدِرُ ؟ فَزَعَمْتَ أَنَّهُ لاَ يَغْدِرُ ، وَكَذَلِكَ الرُّسُلُ لاَ تَغْدِرُ. صححه البُخَاريّ.
ولقد جعل الرسول صلى الله عليه وسلم الأمانة دليلاً على إيمان المرءِ وحسن خلقِه، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، قَالَ : مَا خَطَبَنَا نَبِيُّ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلاَّ قَالَ:لاَ إِيمَانَ لِمَنْ لاَ أَمَانَةَ لَهُ ، وَلاَ دِينَ لِمَنْ لاَ عَهْدَ لَهُ.

ولقد كانت من آخر وصايا النبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع الوصية بالأمانة فقال في خطبته : ( وَمَنْ كَانَتْ عِنْدَهُ أَمَانَةٌ فَلْيُؤَدِّهَا إِلَى مَنِ ائْتَمَنَهُ عَلَيْهَا – وَبَسَطَ يَدَيْهِ فَقَالَ – أَلاَ هَلْ بَلَّغْتُ أَلاَ هَلْ بَلَّغْتُ أَلاَ هَلْ بَلَّغْتُ – ثُمَّ قَالَ – لِيُبَلِّغِ الشَّاهِدُ الْغَائِبَ فَإِنَّهُ رُبَّ مُبَلَّغٍ أَسْعَدُ مِنْ سَامِعٍ). أخرجه أحمد
وقد حث ديننا الأسلاميّ على أهمية هذه الصفة ، وعلو مكانتها ، وتميّز من اتصف بهذه الصفة .
فقد وردت آياتٌ وأحاديثٌ كثيرة تدل على عظم شأنها ، منها قول الله تعالى 🙁 ِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُواْ بِالْعَدْلِ إِنَّ اللّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ إِنَّ اللّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا ) النِّساء: 58

فينبغي عليكَ أخي المُسلم وأختي المسلمة ، أن نتقي الله تعالى في الأمانة ، ونحافظ عليها ، ونجعلها من صفاتنا اللزمة التي لاتنفك عن أخلاق المسلم وصفاته.
هذا والله تعالى أعلم وصلّى الله على سيّدنا محمد .