أعلل نفسي ولا أدري، أهي بسبب الذنوب أم الوجود في أقصى الجنوب؟! تلك الانقطاعات الملازمة لكل قطرة ماء أونسمة برد أو ذرة غبار لكل ما يمت للسعودية من اتصال وتواصل، ذلك الاسم الذي نفتديه بالروح والجسد والمال والولد لا يقدر مسؤولو الاتصالات فيه أقصى محافظات جازان شرقا،وأكثر قبائلها مرتفعات وتقاطعات طبيعية صعبة مع الجارة المجرورة اليمن،(محافظة الداير)،الأكثر مدارسا،ومن الأعلى كثافة سكان كما يثبت الواقع فقرابة(المئة والعشرين)ألف مواطن،والكثير من المقيمين والعابرين بتوقف بهم الحياة، وتدفعهم تلك (الأوتصالات) للعيش خلف الواقع، وفي تكرار يماثل النفي لجزر(سرنديب) أو(الواق واق)كما في كتب الحكايات!.

قد شكونا، رفعنا، تحركنا، أنشأنا،وأخيرا رمينا أحلامنا وأمانينا،ونسنا التنافس مع أبناء الوطن، في ميادين العلم والمعرفة والسبب المذكور والذي نذكره، وما سنذكره هو(الاتصالات السعودية) تلك الجهة التي أطالب القائمين عليها بالخوف من الله فينا،لقد تسابقنا إلى هذه الشركة جريا على مقولة الأديب الراحل غازي القصيبي- يرحمه الله – عندما تولى وزارة الصناعة والكهرباء: كن سعوديا واشتر بضاعة سعودية.

تلك المقولة أثرت فينا فجرينا لهذه الاتصالات ودفعنا ودفعنا،وفي نهاية لقينا سرادق عزاء فإخلاص المسؤول مات!! والمبلغ المدفوع فات!! ولا يوجد سوى النايل أو عرب سات!! هنا مريض كان ينتظر موعدا ، وطالب يريد التسجيل في قياس والقدرات، ومعلم يريد رصد درجات اختبار، وعجوز ترجو كلمة من فلذة كبدها، وهنا جيش وشرطة ومباحث ومجاهدين، وحرس حدود وهنا حدود والاتصال مفقود، وانتهى المقصود فأنجدونا فداكم الروح ياآل سعود!! وهكذا إخوة الحرف انقشع الغيم ظهرالأربعاءالمنصرم عن محافظتي المعطلة مسفرا عن سيل كشف عورة بلديةالمحافظة وغادر بعدما صلى على أبراج الشركة السعودية للاتصالات والتي قضت نحبها واقفة تنتظر نظرة مسؤول صدق ماعاهد الله عليه، لقدغلقت جوالاتنا سماعاتها وقالت: هوت لك،ولا حياة لمن تنادي يافؤادي!!. ولكن ماذا لو غادر الشركة (خمسون ألف) عميل كحل أخير قد نتنادى عليه فهل سيصحو ضميرك من وخزات جيبك يا سي الإس تي سي؟!.