يقول علماء اللغة فقها وتجويدا: إن لكل حرف صوت،ولكل صوت مخرج يناسبه، وكنت أظنها مجرد اجتهادات أو تسجيل ملاحظات، حتى سمعت قبل (خمس وثلاثين) سنة،الحروف تطرب،وأخذني عزف أوتارها،وهي تتناوب الظهور بكامل أناقتها في مسرح (ابتهالات شعرية ونثرية) تدوزنها أصابع الرهافة والذوق والمهارة عبر (قيثارة) الزمن الجميل حسا ومعنى -المرحوم بإذن الله -المجيد (ماجدالشبل)،والذي تربع وحده على عرش سلطنة الإلقاء ، وإلى أن يشاء الله،ما كنت ألقي بنشرات الأخبار بالا،ولا أعيرها انتباها،حتى سمعته فهز بكلماته العذبة نياط القلب مماجعلني أحفظ النشرات الإخبارية يوميا، وآتي في كل صباح أحاول مجاراة ( حبيب الحرف، وترياق الكلمة ) من خلال منبر الإذاعة المدرسية، ثم أصبح هذا الألق يلازم كل نبرة، ويضبط كل حركة وسكون في التلفاز أوالمذياع، لقداستمتعت بتعليقاته وحواراته الماتعة حد ماوراء العقل!!

كم تسمرت أمام أبيات المغتربين؟

وكم حلق خيالي في إبداعات برنامجه الرمضاني الشهير(حروف)؟

أما تجليه السحري في دعاء السحر ومرافقة ألفاظه وجزالة صوته وسلاسة همسه لانبلاجات النور،ومسايرة تعابيره لدقات القلوب، وخفقات أجنحة الطير،فهي حلية (هاروت وماروت)التي أحلها الله من كينونة السحر الخارج عن الدين.

إن العين لتدمع والفؤاد ليحزن،وما حيلة المحب إلا القول لفقد ذلك الخيط الرفيع بين الإلهام والحقيقة والخيال:(إنا لله وإنا إليه راجعون)وأحسن الله العزاء له وفيه ،ولآله ولنا،ولفنون اللغة، وإلى جنة الخلد يا (سلطان) المايكروفون،وأمير(الذوق اللغوي)،وسيد(الحوار)،وصوت(الحروف).