«نسمع ضجيجًا ولا نرى طحنًا» باتت هذه الجملة هي لسان حال المواطنين الذين بح صوتهم من الشكوى من تجاهل هيئة السياحة لوضع حلول للسياحة الداخلية التي فقدت بريقها لحساب دول عربية أو أوروبية عرفت جيدًا كيف تجتذب السائح السعودي لينفق ما قدر له من الإنفاق على أراضيها وينعش اقتصادها، مقابل حالة كساد للأنشطة السياحية تشهدها معظم المقاصد السياحية الوطنية.

آراء المختصين

إبراهيم بدر أحد المختصين في الشأن السياحي شخص مشكلة السياحة الداخلية في الممملكة قائلًا إن ثمة عدة عوائق تقف أمام تفعيل السياحة الداخلية في المملكة، واجتذاب المواطنين والمقيمين إليها، وتجعلها في خطر، ومن أبرز تلك العوائق عدم توفر البنية التحتية للسياحة، والارتفاع الكبير في أسعار الفنادق والمطاعم والمرافق السياحية، إلى جانب قلة عدد المنتجعات السياحية.

تراجع الزوار

ومن زاوية أخرى أكدت مصادر بقطاع السياحة تراجع أعداد زوار الطائف خلال صيف هذا العام بشكل كبير، وطالب رئيس الغرفة التجارية بالطائف الدكتور سامي العبيدي، بتضافر الجهود لتنمية السياحة الداخلية، منوهاً إلى عدم وجود شركات متخصصة تتولى الارتقاء بالسياحة الداخلية.

تسجيل مكالمات النزلاء

وانتقد البعض قرار الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بإلزام إدارات الفنادق والشقق المفروشة بتوفير أجهزة لتسجيل مكالمات النزلاء، وإظهار رقم المتصل وتخزين معلومات المكالمة؛ للرجوع إليها وقت الحاجة، وهو ما اعتبره البعض تعديًا على الخصوصية رغم إيمانهم بالدافع القوي وراء ذلك بعد تكرار الحوادث الإرهابية.

أسبوع في أوروبا بثمن ليلتين في الطائف

ومنذ أقل من أسبوعين أثارت تغريدة نشرها الكاتب بصحيفة القبس الكويتية، حمود البغيلي، تتضمن صورة من تطبيق إلكتروني أثناء محاولته الحجز لمدة ليلتين في فندق بالطائف، فيما يتضح من الصورة أن الأسعار تتراوح بين 163 دينارا كويتيا و347 دينارا أي ما يعادل 4300 ريال سعودي لليلتين، وعلق البغيلي على الصورة قائلاً: “هذي أسعار فنادق الطائف.. لا يمكن!!”.

وأبدى استغرابه من ارتفاع أسعار الفنادق في الطائف بشكل مبالغ فيه، وعقد مقارنة بينها وبين فنادق الأردن وأوروبا، قائلاً إن ما يدفعه مقابل الإقامة في فنادق الطائف لمدة يومين، يمكن أن يكفيه للإقامة 8 أيام في الأردن أو أسبوعا في أوروبا.

 

وقال البغيلي إنه يمكنه بهذا المبلغ أن يسافر إلى أجمل مكان في ألمانيا أو التشيك أو بلدان أخرى في أوروبا ويسكن لمدة أسبوع، مضيفاً أنه بسبب ارتفاع الأسعار في الطائف قرر تغيير وجهته إلى الأردن؛ ليقضي 8 ليال بالمبلغ الذي كان سيدفعه في فنادق الطائف لمدة يومين فقط.

أرقام

يذكر أن تقريرًا صدر عن الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، يتوقع يتجاوز عدد الرحلات السياحية المحلية خلال إجازة الصيف (17.8) مليون رحلة سياحية بنسبة نمو (44.7%). وقدر مركز المعلومات والأبحاث السياحية (ماس) في الهيئة، أن يتجاوز دخل الرحلات السياحية المحلية لصيف هذا العام (20.6) مليار ريال بنسبة نمو (53.7%).

وتوقع تقرير صادر عن (ماس)، أن يتجاوز عدد الرحلات السياحية المغادرة خارج المملكة (8.8) مليون رحلة سياحية بنسبة نمو (36.9%) عن 2015، وأن تصل مصروفات السياح المغادرين (36.2) مليار ريال بنسبة نمو (37.1%).

إهمال السياحة الداخلية دفع كثيرا من المواطنين والمتضرريين من كساد صناعة مهمة كصناعة السياحة يعبرون عن غضبهم من تجاهل الهيئة العامة للمطالب بالإسراع في تطوير البرامج السياحية، للقول عفوًا لا نشعر بوجودكم.