شعرت عائلة ألمانية بالقلق إزاء تزايد عدد اللاجئين في ألمانيا وقررت السفر إلى روسيا من أجل طلب اللجوء مع الإصرار على فكرة أن وطنهم لم يعد آمنا.

وقررت العائلة التي تضم الأب اندريه (45 عاما) وزوجته كارولا (51 عاما) مع ابنتيهما دومنيك وجوليا إلى جانب 4 من الأحفاد، السفر مسافة 1400 ميل من شمال ألمانيا إلى الساحة الحمراء في موسكو هربا من الدكتاتورية الألمانية.

وكان أفراد العائلة يقيمون في فندق صغير يقع في قلب غابة خارج العاصمة الروسية منذ وصولهم إلى روسيا ليلة رأس السنة الجديدة 2015، حيث كانت السلطات ترفض لهم طلب اللجوء وتحثهم على العودة إلى ألمانيا.

ولا توافق الحكومة الروسية على طلب لجوء العائلة الألمانية لاعتبارها ألمانيا بلدا آمنا وديمقراطيا.

وقال الأب اندريه:” لقد كنا نشعر بالقلق إزاء الأوضاع في ألمانيا بعد تنظيم الاحتجاج ضد الحكومة الألمانية خارج البرلمان منذ شهر سبتمبر/أيلول لغاية ديسمبر/تشرين الثاني 2013، ونحن لا نشعر أن ألمانيا مكان آمن لنا”.

ويضيف قائلا :”عندما غادرنا ألمانيا في ديسمبر 2015 لم يكن لدينا الوقت الكافي لتنظيم الأوراق اللازمة، فطلبنا تأشيرة سياحية حتى نتمكن من دخول روسيا، ولم يكن هنالك وقت للحصول على تأشيرة عمل”.

وكانت الأسرة الألمانية تعول على الشعب الروسي والقوانين المطبقة من أجل السماح لهم بالبقاء، هذا وتدعي العائلة أن الاتفاق القائم بين روسيا وألمانيا لوقف الحرب والخصام بينهما في عام 1918 لم يكن اتفاقا حقيقيا، فما زال البلدان في حالة حرب لحد الآن، لذا يجب على الحكومة الروسية حمايتهم.

وأوضح اندريه أن أفراد أسرته يرغبون بالبقاء والعمل في روسيا، كما ذكر أن العديد من الناس عرضوا عليه العمل كمزارع أو كعامل بناء، حيث قام اندريه ببناء منزله في ألمانيا كما يمكنه العمل كمترجم أو كمدرس للغة الألمانية.

وأضاف في هذا الصدد :”في ألمانيا يحتاج المرء إلى الكثير من المؤهلات للحصول على بعض الوظائف، ولكن في روسيا يمكن العمل في أي مجال يمكن أن تبرع فيه، وسأكون سعيدا بالعمل لدى الحكومة الروسية فيما لو سُمح لي بذلك”.

بالرغم من ذلك لا يمكن للأب الألماني العمل كمترجم علماً أن العائلة ككل لا تتكلم اللغة الروسية بشكل جيد، كما أن العائلة لم تعد تملك الكثير من المال وتعول على مساعدة السكان المحليين، لذا يبقى أمل العائلة بالبقاء على الأراضي الروسية ضعيفا.

وذكرت العائلة أن الشعب الروسي شعب مضياف مقارنة بالألماني الذي يتسم ببعض الأنانية في التعامل.

 

هذا ويقول اندريه :”يعتقد الناس أن ألمانيا دولة ديمقراطية ولكنها ليست كذلك، فالمجتمع فاسد مقارنة بالمجتمع الروسي، كما أن بوتين يعتبر مثال القائد الناجح وهو أكثر ديمقراطية من ميركل، وستدفع ألمانيا ثمن مساعدة النازحين والهاربين من الحرب في سورية”.

 

وعبرت العائلة عن قلقها حيال طبيعة حياة الأطفال وأمانهم في ظل انتشار حالات العنف بكل الأشكال في ألمانيا، كما مُنعت الشرطة من التعرض للاجئين، وبالرغم من ذلك تؤكد كارولا بأن عائلتها ليست ضد طالبي اللجوء بل يجب مساعدتهم.

 

جدير بالذكر أن العائلة غادرت ألمانيا دون إعلام الأقارب بذلك، ولكن هنالك تواصلا فيما بينهم عبر الفيسبوك وتلقى العائلة الدعم الكامل من قبلهم.