أثارت قضية «الشهادات الوهمية» منذ بروزها في موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» جدلاً كبيراً في المملكة، بعدما كشفت وجود جامعات افتراضية تعتمد «نظام التعليم من بعد»، حصل منها سعوديون على شهادات وهمية.

ووفقا للحياة فقد كشفت الحملة عن الشهادات الوهمية منذ انطلاقتها في عام 2012، على يد عضو مجلس الشورى موافق الرويلي التي أخذت اسمها من وسم (هاشتاغ) «هلكوني»، آلاف الشخصيات، بعضها «مهمة» في المجتمع، تحمل هذه الشهادات ، كما كشفت لاحقاً عن سوق لترويج تلك الشهادات داخل البلاد، في مقابل مبالغ مالية، إلا أن بعض أصحاب هذه الشهادات أكدوا أنها كانت بغرض «التعليم لا التوظيف».

ونجح الرويلي في استصدار قرار من مجلس الشورى لمكافحة الشهادات الوهمية، وأقر في عام 2013 مشروع «نظام توثيق ومعادلة الشهادات العليا»، لكشف الشهادات الوهمية والمزورة.
ونفذت مؤسسات حكومية حملات للكشف عن الشهادات الوهمية، وأرسلت وزارة التعليم العالي (اندمجت في وزارة التعليم لاحقاً) في عام 2013، قائمة بأسماء منسوبيها الذين يحملون «شهادات وهمية» إلى جهات حكومية.

وأغلقت الوزارة 330 مكتباً تمنح تلك الشهادات. وأكدت أنها تغلق مركزين لترويج الشهادات كل أسبوعين، فيما رفضت هيئة التخصصات الصحية السعودية 99 في المئة من الشهادات «المشكوك فيها» المنظورة من لجنة التوثيق، بعدما تلقت أكثر من 600 استفسار عنها من جامعات أجنبية، لتكشف لاحقاً عن رصدها 2700 شهادة مزورة منذ إنشائها.

وضبطت شرطة منطقة القصيم وافداً يدير معملاً لصناعة الشهادات الوهمية، عثر فيه على أكثر من 16 ألف شهادة مزورة لجامعات ومعاهد محلية وخارجية، بعضها كان مُعداً للتوزيع.

وكشف الرويلي في عام 2014 عن وجود أكثر من سبعة آلاف من حاملي الشهادات العليا في المملكة، بينهم أكاديميون وأطباء ومثقفون ومسؤولون ورجال أعمال، مشيراً إلى حفل كبير أقامه راعي إبل إثر حصوله على شهادة «الدكتوراه الفخرية» من إحدى الجامعات الأجنبية.
وأصابت فوضى الشهادات الوهمية هيئة المهندسين السعوديين، التي كشفت عن نحو 30 ألف شهادة هندسية مزورة، قدمها مهندسون سعوديون وأجانب لتبدأ في التنسيق مع جهات معنية للحد من التلاعب.
وأسفر التفاعل الكبير الذي أبداه سعوديين في وسم «هلكوني» عن فتح ملف سرقة البحوث العلمية الذي أطلقته أستاذة التربية الخاصة في جامعة الملك سعود الدكتورة سحر الخشرمي في هاشتاغ «سرقوني»، وكشفت فيه عن وجود كثير من السرقات العلمية لرسائل الماجستير والدكتوراه في المملكة.