أطلقت لجنة الملكية الفكرية بغرفة التجارة الدولية خارطة طريق الملكية الفكرية للغرفة لعام 2017م، وذلك خلال اجتماع اللجنة الذي عقد مؤخراً في لندن، حيث تعتبر هذه الخارطة الأداة المرجعية الأساسية للملكية الفكرية، فيما تقدم لمحة عامة وموثوقة عن القضايا الأكثر إلحاحا التي تواجه حاليا واضعي السياسات والشركات التي تسعى إلى الابتكار في عالم يتسم بالتغيير المستمر.

وتعليقاً على هذا الحدث أكد نائب رئيس غرفة التجارة الدولية السعودية ورئيس لجنة الملكية الفكرية بالغرفة، واحد أعضاء الفريق الدولي المختص الذي قام بالعمل على إصدار الخارطة المهندس طارق بن محمد الحيدري، بان إطلاق هذه الخارطة يأتي لمواكبة التطور السريع في مجال تقنية المعلومات والاتصالات الجديدة الذي جعل الأعمال التجارية والابتكارات أكثر عالمية من أي وقت مضى، حتى مع الشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم ومن الممكن ان تعمل على نطاق دولي الآن، وهذا يعني أن الابتكار اليوم يتعاظم بشكل متزايد ويتجاوز الحدود.

وأشار إلى أنه في ضوء عولمة التجارة وسلاسل الإمداد المترابطة، تتزايد أهمية الأسرار والمعلومات التجارية السرية باعتبارها من اهم الأصول للشركات، وأصبحت بيانات الشركة والأسرار التجارية هي أكثر قيمة من السابق، لافتاً إلى أن خارطة الطريق قامت بتقديم تقارير عن المبادرات التشريعية الأخيرة للتصدي لتحديات حماية المعلومات التجارية السرية في العالم الرقمي، خصوصاً في المسائل المتعلقة بالحقوق على ملكية البيانات، والمسؤوليات في مجال المحافظة على خصوصية البيانات المتعلقة بالأفراد والمنشآت، والتطورات في مجال الأنظمة القضائية التي تنظم عملية نشر البيانات على الرغم من عدم وجود حماية رسمية لقواعد البيانات في عدد من البلدان.

وأوضح الحيدري أنه في الوقت الحالي، من المرجح أن تتم معالجة قضايا الملكية الفكرية بشكل جماعي من قبل فريق من جهات مختلفة، ولكل منها خبرة مختلفة، ومن دولة مختلفة، وليس من قبل فرد او منظمة واحدة، مشيراً إلى أن الجهود الدولية تهدف إلى تنسيق المعايير والإجراءات، والتعاون بين مكاتب الملكية الفكرية للتصدي لكل التحديات التي تواجه القضايا الناشئة للملكية الفكرية، وترمي الى خلق أجواء أكثر ايجابية من خلال التعاون بين مختلف أصحاب المصالح في القطاعين الخاص والعام.

وأضاف: ” كما أن الشركات المتطورة اصبحت تتسابق فيما بينها على الابتكار في سلسلة من القطاعات التي تتطلب مستويات رفيعة من الذكاء الاصطناعي، ولكن الابتكار يسترشد أيضا بزيادة الحاجة إلى التشغيل البيني المترابط في تكنولوجيات ومنصات الاتصالات، و(عمليات التقنية)، وفيما بين الآلة إلى الآلة (M2M) والاتصالات والإنترنت، وهذا يعني أن البراءات في سياق المعايير لا تزال قضية ساخنة ” .

ونوه رئيس لجنة الملكية الفكرية إلى أن السهولة التي يمكن بها الحصول على المعلومات أتاحت فرصا للتعاون العالمي، ولكنها تجعل من الصعب أيضا المحافظة على حقوق الملكية الفكرية كأصول او السيطرة عليها، مبيناً أنه مثلاً الطباعة ثلاثية الابعاد لديها القدرة على تكرار السلع الاستهلاكية على أساس المعرفة والتصاميم المحمية بالملكية الفكرية، في حين يجري العمل على تطبيق التقنية المتطورة مثل (Blockchain) للمصادقة على المعلومات الموثوقة والموزعة رقميا، والتي ستشكل ثورة حقيقية وتأثيرها سيكون أكبر من تأثير ظهور الإنترنت.

وختم تصريحه بالقول: ” ليس سراً ان الملكية الفكرية أصبحت قضية عامة ومرتبطة بالقضايا الدولية الأخرى مثل أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة واتفاقية باريس بشأن تغير المناخ، لأن الابتكار والتعاون سيلعب دورا هاما في المساعدة على تحقيق هذه الأهداف، وستكون الملكية الفكرية عاملا رئيسياً في تمكين ذلك، والمسئولين عن الملكية الفكرية هم بحاجة دائمة لمعرفة ذلك ” .