يتهافت آلاف المواطنين الأوروبيين للحصول على الجنسية البريطانية خوفاً من التداعيات المحتملة للخروج من الاتحاد الأوروبي (Brexit) حيث يسود الاعتقاد بأن السلطات في لندن سوف تفرض قيوداً على هجرة الأوروبيين وسوف تتغير القوانين التي تتيح لهم الإقامة والعمل بشكل دائم في #بريطانيا على اعتبار أنهم من مواطني الاتحاد الأوروبي.

وكان 52% من البريطانيين قد صوتوا في استفتاء عام جرى في حزيران/ يونيو من العام الماضي على الخروج من الاتحاد الأوروبي، بينما أيد 48% فقط من البريطانيين البقاء في الاتحاد، فيما أبلغت رئيسة الحكومة البريطانية تيريزا ماي المجلس الأوروبي رسمياً بتفعيل المادة 50 من اتفاقية لشبونة في نهاية آذار/ مارس الماضي، وبذلك الإبلاغ فإنه بات يتوجب على بريطانيا أن تنتهي من الخروج كلياً من الاتحاد قبل مرور عامين لتسجل بذلك أول عملية خروج من الاتحاد الأوروبي منذ تأسيسه.

وتبين من معلومات اكدتها مصادر من مصلحة الجوازات في لندن أن نسبة طالبي الحصول على الجواز البريطاني لأول مرة ارتفعت خلال العام الماضي 2016 بنسبة 35% عما كانت عليه في العام السابق، أي في العام 2015. وبلغة الأرقام فإن السلطات البريطانية تلقت 13 ألفاً و70 طلباً للحصول على جواز السفر البريطاني من أشخاص يتقدمون لذلك لأول مرة، وموجودون في دول الاتحاد الأوروبي المختلفة.

وتشير بيانات حصلت عليها بعض المواقع الصحفية ، رداً على طلب رسمي تقدمت به بموجب قانون حرية الوصول للمعلومات الى أن العدد الأكبر من طالبي الحصول على #جواز_السفر_البريطاني جاء من فرنسا، حيث تقدم 2369 شخصاً بطلبات لهذا الغرض، مسجلين ارتفاعاً بنسبة 28% عن أعداد طالبي الجوازات في العام 2015.

وتعتبر بريطانيا بمثابة الرئة والمتنفس لملايين الفرنسيين، حيث أن أعداداً هائلة من كلا البلدين يقصد الآخر، ويتنقل عشرات الآلاف يومياً بين لندن وباريس لقضاء أعمالهم، سواء عن طريق السفر براً، أو بالقطار الذي يحتاج لساعتين فقط حتى ينقل ركابه من وسط باريس الى وسط لندن أو بالعكس.

وسجل طالبو الحصول على الجنسية البريطانية من المواطنين الألمان ارتفاعاً بنسبة 60% خلال العام الماضي، وكانت أغلب الطلبات التي تقدم بها الألمان قد تم تسجيلها في شهر تموز/ يوليو الماضي، أي في الشهر التالي مباشرة للاستفتاء على الخروج من الاتحاد الأوروبي.