دفع الفضول، المواطن سعود العيدي ، للمكوث مع الطوارق 18 يوما ليتعرف أكثر عن طبيعة حياتهم، ومعرفة الإنسان بحسب تعبيره.

يقول سعودي عن الطوارق إنهم ينتمون لأمة عاشت وسكنت الصحراء الكبرى منذ آلاف السنين، وبسبب تلك العزلة لا نعرف عنهم غير الحكايا والقصص التي نسجت عنهم.

وتمكن سعود من الوصول إلى طوارق الجزائر ومن المعروف عن الطوارق أنهم يعيشون في 5 دول وهي: ” ليبيا، والجزائر، وبوركينافاسو، ومالي، والنيجر ” .

ووصف سعود الصحراء قائلا: ” الصحراء الكبرى عالم مثير لم يكتشف بعد، هي ليست صحراء من عدم كما نعتقد، بل هي كما وصفها أديب الطوارق إبراهيم الكوني (الصحراء ليست لا شيء! هي كل شيء ولكنه ممتنع)، أرضهم كبيرة جداً ومتنوعة فيها الجبال الشاهقة التي قد يصل ارتفاع بعضها إلى ٣٠٠٠ متر عن سطح البحر، وفيها الأودية والأنهار، وفيها الأرض القاحلة ” .

وأضاف: ” الغموض الذي يكتنف هذه المنطقة يتمحور حول سببين في نظري، الأول نتحمله نحن في عدم البحث عنهم، إما لعدم رغبتنا في التعرف على الإنسان، أو لصعوبة الوصول لهم. السبب الثاني يتحمله الطوارق أنفسهم في عدم اهتمامهم بكتابة كل ما يتعلق بهم، سواء في التاريخ أو الأدب وغيره، وكثير من المؤخرين حتى ابن خلدون نفسه اعتمد في توثيق بعض الأحداث عنهم عن طريق النقولات الشفهية والقصص والحكايا، فتاريخهم لم يدون للأسف ” .

وتابع: يغلب على الطوارق الخجل والحياء الشديد، بعكس ما يظهر على أشكالهم من شدة وبأس: ” فهم عشاق للتأمل، وهذا ما اكتسبوه من الصحراء بطبيعة الحال. يسمعون أكثر مما يتحدثون، وهذا ما يجعلك دائما مرتاحا وأنت تتحدث معهم، جزء منهم يتحدث العربية، ولكن الجزء الأكبر يتحدث الطارقية الأمازيغية فقط ولكن يفهم العربية، لأنهم مسلمون وحفاظ للقرآن الكريم ” .