وردت أحاديث كثيرة صحيحة في فضل من يدفن في مقبرة البقيع ، ولذا يتمنى كل مسلم أن يدفن في البقيع ، ومن هنا يحرص كل من عاش في المدينة المنورة أن يدفن في هذه التربة المباركة، وتحتل مقبرة ” البقيع ” جزءاً من أمنيات المسلمين الأحياء في الكرة الأرضية لمجاورة 10 آلاف صحابي، والظفر بدعوة الرسول – صلى الله عليه وسلم ” اللهم اغفر لأهل البقيع “.

أما عن تاريخها فمن أشهر الصحابة الذين تضم رفاتهم تلك البقعة، ذو النورين عثمان بن عفان؛ ثالث الخلفاء الراشدين، وآل بيت النبي – صلى الله عليه وسلم -، وأمهات المؤمنين زوجات النبي – صلى الله عليه وسلم – عدا السيدة خديجة، والسيدة ميمونة – رضوان الله عليهما -، كما دفنت فيها ابنته فاطمة، وابنه إبراهيم، وعمه العباس، وعمته صفية، وزوجته السيدة عائشة بنت أبي بكر الصديق، وحفيده الحسن بن علي، وكذلك علي بن الحسين.

وفي هذا السياق يقول الباحث والمهتم بالصور التاريخية فؤاد المغامسي @nonet911 إن المقبرة تقع شرق المسجد النبوي الشريف، والمقصود بالبقيع: هي البقعة من الأرض واحدة، والبقيع موقع فيه أروم الشجر من ضروب شتى وبه سُمي بقيع الغرقد وهي مقبرة بالمدينة، مضيفا: وردت أحاديث عدة عن بقيع الغرقد، فعن عن عائشَةَ – رضي اللَّهُ عنها – قَالَتْ: كَانَ رسُولُ اللَّهِ، صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم، كُلَّما كَانَ لَيْلَتها منْ رسول اللَّه – صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم – يَخْرُجُ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ إِلى البَقِيعِ، فَيَقُولُ: “السَّلامُ عَلَيْكُمْ دَارَ قَوْمٍ مُؤمِنينَ، وأَتَاكُمْ مَا تُوعَدُونَ، غَداً مُؤَجَّلُونَ، وإِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ بِكُمْ لاحِقُونَ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لأَهْلِ بَقِيعِ الغَرْقَدِ” رواهُ مسلم.

وكشف ” المغامسي “؛ أن الصورة المرافقة للتقرير هي لبقيع الغرقد، ويظهر فيها السور الداخلي للمدينة المنوّرة، كما تظهر مآذن المسجد النبوي، ويلاحظ أن البقيع يقع خارج سور المدينة الذي أصبح الآن بعد توسعة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد – رحمه الله – مشرفاً على ساحات المسجد النبوي.