يعد الأديب طاهر زمخشري (1906 – 1987)، أحد رواد النهضة الفكرية والثقافية في المملكة، ومن الجيل الذي رسم الخطوات الأولى للإذاعة والصحافة المحلية، بالإضافة لكونه شاعرًا.

ودفعه شغفه بالطفولة وولعه بالصحافة، لإصدار أول مجلة أطفال في السعودية (مجلة الروضة) في سبتمبر 1959م، وهي أقدم مجلة أطفال في الخليج، حيث كانت تسبق عصرها من حيث التصميم والألوان.

حيث تعاقد” زمخشري ” ، مع عدد من الكفاءات في مجالات الرسم والإخراج والصورة، لتكون جاذبة لأطفال ذلك الجيل.

و كانت هذه المجلة، تباع بنصف ريال، وتهتم بالمعرفة وأدب الطفل، وتطبع في جدة، وتوقفت عن الصدور بعد 27 عدداً بسبب مشاكل مالية، وفقًا لما أكده البعض.

بالإضافة لذلك، وصف ” زمخشري ” نفسه بأنه ” كومة من الفحم سوداء تلبس ثياب بيضاء وتقول شعراً قصائده خضراء وحمراء وصفراء ” ، حيث كانت له الريادة في الوسط الفني بالمملكة، ويعد هو أول من غنى له فنان العرب، وله تعاونات كبيرة مع أكثر من فنان.

وكان يسميه أطفال تلك المرحلة ” بابا طاهر ” ، حيث كان يولي الصغار اهتماماً بالغاً، ولديه فراسة في اكتشاف النوابغ منهم، بل كان يتقاسم شخصيته طفل حنون لا يكبر يحب اللعب والضحك، حتى إنه سئل ذات مرة عن عمره بعد بلوغه 73 عاماً، فقال وهو يخفي ضحكة: ” أؤكد لكم أن عمري الآن 26 عاماً ونصف ” .

جدير بالذكر، أن الملك فهد بن عبدالعزيز – رحمه الله – كان قد منحه جائزة الدولة التقديرية عام 1985م، كما حصل على وسامين من تونس هما: ” وسام الاستقلال من الدرجة الثالثة عام 1966م، ووسام الثقافة التونسية عام 1974 ” .