تلك القلوب التي تستقبل الشهر الكريم وقد صفحت لمن أخطأ بحقها وأساء لها ، تلك القلوب التي تتنكر لسوء فعلك وتجعله خلف ظهرها ، تلك القلوب التي تتقرب إلى ربها بالعفو والصفح ، قلوب نقية طاهرة ، من اعتذر لها عذرته ، ومن زاد عليها في الغلظة والسوء ثم أتاها بشفيع ، بعدما يعتقد المعتقد أنه لا يمكن أن يغفر حتى بالشفيع ، ولكنه يسامح ويغفر ، ومن ضايقه وضيق عليه تجنبه ، تلك القلوب التي تريد أن تعيش خفيفة في الدنيا ، لا تريد لشيء أن يلوث نقاوتها وطهرها ، قلوب تنشر الحب أينما وجدت ، وتحزن لرؤية الفرقة ولكن ليس بيدها شيئا تفعله غير الدعاء أن يذهب الجفاء ويبقى الصفاء ، قلوب قد خلت من الحسد والحقد والغل ، قلوب قد رمت الدنيا وراء ظهرها ، وأقبلت للآخرة تسعى ، البسمة لا تفارق محيا تلك القلوب ، يودون لو أن كل البشرية يدخلون الإسلام لأجل أن يدخلوا الجنة ، ينشرون الإسلام بحسن أخلاقهم وتصرفاتهم ، من يراهم يدعو الله أن يكون منهم ، ندعوا الله أن تكون قلوبنا صافية نقية طاهرة ، ادعوه فلا تعلمون من يوفق منكم لساعة استجابة .