يُحب الناس الطيّب ولا يحترمونه وربما تمرّدوا عليه، ويحسبون ألف حساباً للشديد القوي ويحترمون أفعاله حتى وإن تضجّروا منها..

يقول ميكافيللي: ” لو خيرت بين أن تكون مهيباً ومكروهاً، أو أن تكون محتقراً محبوباً، فالأسلم أن تختار المهابة بدلاً من المحبة..

غالباً  يتكالب الناس على الرّجل الطيّب دون قيود حتى وإن أدى ذلك إلى إيذاءه، أما المهيب حتى وإن كان سفيهاً أو مشبّعاً بطينة الخبال فإنهم يبجّلونه ويحترمونه ويحترمون كل كلمة يتفوّه بها..

وللقوّة هنا سندين رئيسيين : المال؛ واللسان السليط؛ إن امتلكت أحدهما احترمك الناس، وإن امتلكت الاثنين فالمصيبة أعظم..

اذكر من مقولات قائدي قبل عدة سنوات( إن كان حيّاً نسأل الله أن يمتعه بالصحة والعافية؛ وإن كان ميتاً فنسأل الله أن يدخله الجنة) عندما يلقي تعليمات على رؤساء الأقسام؛ يقول: أنت ملعون على أيّ حال؛ ولكن أن تكون ملعوناً عند الناس خير من أن تكون ملعوناً عند الله..

هنا قد يتبادر إلى أذهاننا جميعاً؛ هل الناس فعلاً يقدّرون ما يحبون..؟!!

وقد يقول قائل: غالباً ما يدندن المستغلين (للطيبة) للانتفاع الشخصي وما أكثرهم..!!

وقد يقول قائل: للاحترام والتبجيل هنا سببين رئيسيين هما: المال والعقاب؛ هل تؤيدون هذه النظرية..؟!!

لا بدّ من التوازن في كل أمور الحياة؛ إذا تخطت(الطيبة) حدودها المسموح لها فلربما امتزجت بضعف الشخصية..

الموضوع هنا شائكاً ولكن من يوفقه الله يجمع ما بين (الطيبة والشدة)..والسوءال الذي له أكثر من إجابة مختلفة ؛ من هو حامل الصفة( طيّب أقشر) ؟!!.