إن الأصل في الأشياء الحل إلا ما دل الدليل على تحريمه، والأصل في المعاملات السلامة إلا مادل الدليل على عدمها، وإن هذه الصياغة التي بدأت بها لتكون الصورة مكتملة في الذهن فلا يحصل اللبس؛ لذلك من أعظم الآفات سوء الظن وآثم من يسيء الظن.

وقد ورد عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- “إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث…إلخ” وروي عن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- : “ولا تظنن بكلمة خرجت من أخيك المؤمن إلا خيرا وأنت تجد لها في الخير محملا” وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “ثلاث لازمات أمتي: الطيرة والحسد وسوء الظن” فقال رجل: وما يذهبهن يارسول الله؟ فقال -صلى الله عليه وسلم- “إذا حسدت فاستغفر الله.

وإذا ظننت فلا تحقق وإذا طيرت فامض” لذلك أقول أن أصل الأفعال السلامة إلا مادل دليل على عدمها، وأن تترصد وتتصيد لأخيك وتتجسس عليه وبشكل عمد ودون دليل فإنك مخالف لحديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث، ولا تجسسوا، ولا تحسسوا، ولا تنافسوا، ولا تحاسدوا، ولا تباغضوا، ولا تدابروا، وكونوا عباد الله إخوانا”.