في هذا العصر المنفتح إعلاميا والمتطور تقنيا بسبب الأجهزة الإلكترونية، ينمو الأطفال في عالم مليء بوسائل إعلامية مختلفة سهل الوصول إليها مما يصعب مهمة الآباء والأمهات في مواكبة التطور السريع والمميزات والتطبيقات المقدمة باستمرار، ورغم أنه قد يكون مثمرا ومفيدا لأجيال المستقبل إلا أنه يثير كثيرا من المخاوف والقلق من تأثير وسائل الاعلام والأجهزة الالكترونية على حياة الأطفال وتربيتهم وصحتهم وسلوكهم.

ونبدأ بتعريف أنواع الأجهزة الالكترونية التي ستكون محور حديثنا فيما بعد وهي :

1- الأجهزة الذكية (هي التي تستخدم في صناعتها مواد وأدوات إلكترونية حديثة الصنع مثل الهواتف الذكية).

2- ألعاب الفيديو الإلكترونية (البلاي ستيشن).

3- التلفاز (وخاصة تطبيقات القنوات المفتوحة).

فوائد الأجهزة الإلكترونية للأطفال :-

1- تقديم كمية هائلة من المعلومات والأفكار واللغات الجديدة التي تنمي مواهبهم وتوسع مداركهم وثقافتهم.

2- زيادة وعي الأطفال بالأحداث اليومية والاطلاع عليها وفتح آفاق جديدة أمامهم.

3- تعزيز المشاركة الاجتماعية والشعور بالانتماء عن طريق وسائل الإعلام التفاعلية.

4- تعاون الطلاب مع غيرهم في المهام والمشاريع المشتركة على منصات الوسائط على الشبكة (الأنترنت).

5- تواصل العوائل المنفصلة اجتماعيا مع أفرادهم باستخدام وسائل التواصل الاجتماعية.

6- التعود على الأجهزة الإلكترونية مما يعود عليهم بالفائدة مستقبلا في الحياة العملية والمستقبلية.

سلبيات الأجهزة الإلكترونية على الأطفال :- أو كما يسميها البعض بأعراض الإدمان لدى الأطفال:

1- عدم أهمية الوقت أو تنظيمه أو الشعور بالآخرين حولهم عند استخدام الأجهزة الإلكترونية.

2- حب العزلة وقلة التواصل مع الآخرين وكثرة البقاء في المنزل مع الأجهزة الإلكترونية الذي يسبب الكسل والخمول.

3- نمط الحياة السيء في عدم ممارسة الأنشطة الرياضية أو الاجتماعية وسوء التغذية والسهر لفترات طويلة.

4- الشعور بالتوتر والقلق والعصبية عند انقطاع الشبكة والتي تولد حالة من الإرباك والترقب الدائم لعودة الشبكة.

توصيات الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال في استخدامهم للأجهزة الإلكترونية حسب الفئة العمرية :-

1- الرضيع حتى سن 18 شهرا: لا ينصح بتخصيص أي وقت للأطفال أمام الأجهزة الإلكترونية.

2- الأطفال من سن 18-24 شهرا: تنصح ببعض الوقت بشرط وجود أحد الأبوين معهم.

3- مرحلة ما قبل الدراسة: لا يزيد الوقت عن ساعة واحدة يوميا مع وجود بالغين للشرح عند الحاجة والمراقبة.

4- الأطفال من سن 5-18 سنة: تخصيص وقت محدد بحيث لا يتجاوز الساعتين يوميا للموازنة بين الدراسة والنشاط البدني وأخذ قسط كافي من النوم والراحة.

إرشادات مهمة لاستخدام الأجهزة الإلكترونية عند الأطفال :-

لمحاولة حماية الأطفال وخاصة من الناحية الصحية هو أخذ استراحة متكررة من الأجهزة لراحة العين – عدم استخدام الأجهزة في الظلام – استخدام القطرات المرطبة عند جفاف العين – الرمش المتكرر لترطيب العين – التقليل من سطوع الشاشة – تكبير خط الشاشة – تجنب انحناء الرقبة – بعد الشاشة نحو ذراع عن العين – تساوي شاشة الجهاز مع مستوى العين – مراقبة الأطفال عند الاستخدام دون شعورهم (الرقابة) كل ذلك في الوقت المحدد للاستخدام.

نصائح وإرشادات للوالدين بخصوص استخدام الأطفال للأجهزة الإلكترونية :-

1- تحديد عدد ساعات معينة للأطفال لاستخدام الأجهزة الإلكترونية والالتزام بها.

2- منع استخدام الأجهزة الالكترونية في غرف نوم الأطفال وعند تناول الوجبات وأوقات المرح والأماكن العامة.

3- التوقف عن استخدام الأجهزة الالكترونية قبل ساعة من موعد نوم الأطفال.

4- مشاركة الأطفال في وضع قوانين وضوابط استخدام الأجهزة ليسهل التطبيق والالتزام.

5- في حالة الإدمان، لابد من تقليص عدد الساعات حتى لو كان ذلك بطريقة التدريج لتعود الأطفال عليها.

6- عدم استخدام الأجهزة الإلكترونية كوسيلة لتهدئة الطفل والحد من إزعاجه.

7- تشجيع الأطفال على الحوار في مختلف المواضيع التي تثير اهتمامهم ورغباتهم.

8- إبعاد الأطفال عن البرامج والتطبيقات والألعاب التي تحتوي على العنف والقتال في الأجهزة.

9- زرع الثقة في الطفل للتحدث عند التعرض لأي وسيلة تهديد أو مواقف مريبة من الأجهزة الالكترونية.

10- إعطاء وقت كاف للأطفال ومشاركتهم أنشطتهم وألعابهم غير الالكترونية للرقابة غير المباشرة.

ورسالتي المخصصة لكل أسرة لديها أطفال، بأن الأجهزة الإلكترونية تؤثر تأثيرا بالغا على صحة الأطفال كما ذكرنا وتؤدي لحبهم للعزلة والانطواء وعزلهم عن واقعهم الأسري بسبب تعايش جميع جوارحهم وعواطفهم مع هذه الأجهزة وتعلقهم بها ودخولهم في عالمها الافتراضي الذي يرون فيه أنفسهم أبطالا.

لذا فهم يتجاهلون عالمهم الطبيعي ويختارون العالم الافتراضي الأكثر متعة لهم كي يعيشوا ويستمتعوا به وهو ما يسبب هذه العزلة عن الواقع ويساهم في صنع أطفال أنانيين يحبون أنفسهم ويهتمون بإشباع رغباتهم مثل قضاء أكبر وقت ممكن مع هذه الأجهزة بالإضافة إلى إنشاء أجيال غير صحية قد تصل للإعاقة العقلية والعصبية عند الإدمان.

وهنا أذكر بحديث المصطفى عليه الصلاة والسلام في توضيح مسؤولية الرعاية للأطفال في قوله: ” كلُّكم راعٍ، وكلُّكم مسؤولٌ عن رعيَّتِه، والأمير راعٍ، والرجل راعٍ على أهل بيته، والمرأة راعية على بيت زوجها وولدِه، فكلُّكم راعٍ، وكلُّكم مسؤول عن رعيَّتِه))؛ متفق عليه.