تعد إعاقات التعلم من اضطرابات المعيقة للتعلم والتي تظهر في مرحلتي الروضة والطفولة المبكرة مع بدء مسيرة التعليم لدى هؤلاء الأطفال في مظاهر مزعجة للآباء والأمهات ، وخاصة بعد تشخيص أو وصف هذه الأعراض من قبل بعض المعلمين أو غير المختصين في هذا المجال المتشعب – إعاقات التعلم .

حيث فوضي المسميات والمصطلحات التي يطلقها كثير من الناس في جرأة شديدة علي التصنيف وإطلاق الأحكام من دون سند علمي أو مقاييس أو اختبارات محكمة في هذا المجال ، ولعل مشكلة التشخيص من وجهة نظري لا تقل أهمية عن الإعاقات ، وتأثيرها الممتد على التعلم والذاكرة والإدراك والانتباه والتفكير والاستجابة لطرائق التعلم، ومعالجة المواد اللغوية الشفوية والمكتوبة، والقراءة والكتابة -الإملاء، والتعبير التحريري، والخط – والرياضيات ؛

لذا يجب علينا الوقوف عند هذه الظواهر وبحثها مهنيًا والتشخيص المبكر لها في مدارسنا من قبل أفراد مؤهلين تأهيلا علميا يسمح لهم بذلك، فخريجو الكليات التربوية المختلفة لا تتضمن مقرراتهم الدراسية برامج إعاقات التعلم .

كذلك لا توجد دراسات عربية قدمت برامج متقدمة في هذا المجال على الرغم من كثرتها في أروقة البحث والمكتبات، فمعظمها إما دراسات مكررة أو غير تطبيقية بعيدة عن الواقع ، ومما يزيد من تعقيدات البحث والتشخيص عدم قناعات أولياء الأمور والمعلمين.

أن هذه الإعاقات خارج دافعية الطلاب ورغبتهم في التعلم وأنها نتاج مشكلات وراثية أو مشكلات تعرض لها الطفل في أثناء الحمل والولادة كانخفاض الوزن أو نقص الأكسجين، أو إصابات دماغية بعد الولادة أو التعرض لملوثات بيئية مختلفة، أو خلل في المنطقة القرائية في الدماغ أو الإفراط في النشاط الدماغي، وبالتالي فإن إدراك هذه الأسباب والوقوف عليها يعطي حلولا وبرامج مفيدة للطلاب، وقد لاحظنا طلابا كثيرين قد أحرزوا تقدما في التعليم نتاج برامج انتهجت أساليب جيدة في التعامل مع تلك الحالات على الرغم من تدهور مستوياتهم الأكاديمية قبل تلك البرامج .

فمستقل الطفل رهن التدخل المناسب والتوجيه الجيد، بدءا من الرصد والتشخيص وفق سبل متعددة وأدوات معتمدة في مختلف المؤسسات التربوية حول العالم مثل : اختبارات الذاكرة والانتباه ( (working and memory ، ومؤشر الذاكرة العام لوكسلر (IMD) ، واختبار تطور الإدراك البصري لماريان فروستيج لتشخيص صعوبات القراءة ، واختبار بندر-جشطلت Bender-Gestalt Test)) للوقوف علي القدرات البصرية والفكرية للأطفال، واختبارات المسح النيورولوجي السريع  للرصد المبكر لإعاقات التعلم ….وغيرها.

فهناك العشرات من الأدوات التي يمكننا تطبيقها من قبل مختص متمرس يستطيع استخلاص البيانات وتحليلها، لنبدأ مرحلة العلاج ورصد مهارات التدني وتعريفها تعريفا إجرائيا، ومن ثم البدء في بناء البرنامج الأكاديمي بالتوزاي مع البرامج السلوكية متي استدعت الضرورة ذلك.

فهذا هو الواجب علينا تجاه هذه الفئة من الطلاب والتي تمثل كل حالة منهم حالة مستقلة بذاتها لها خصائصها واستجابتها المختلفة .

وهذا يستوجب على المؤسسات التربوية التعامل معهم ودعم قدراتهم ليتمكنوا من الاعتماد على أنفسهم والتعايش في المجتمع بصورة طبيعية.