يا ايتها النفس المطمئنة ارجعي الى ربك راضية مرضية
هي الماسي تأتي كيفما اراد الله لها ولكن عندما يكون الاسى على الابناء تكون الغصة قد شيدت بروج الالم في النفوس وتناثرت براكين الاحزان في سهول التعب فيكون الفقد انينه ترضعه الذكريات كلما نبشت انيابها جروح الألم ، هي ساعات ليس لنا سوى الاستسلام الكامل فيها لامر الله عز وجل ولحظات تعيدنا اطفالا في حضن النحيب ان هذا الطالب لم يكن يوم وفاته يوماً عاديا على أهله ولا على المجتمع السعودي لقد اخذتني الشفقه والرحمة عليه رحمه الله ، عندما خر صريعا الى الارض رمتني الأبوه في نوبة الاسى رايته ابني وابن اخي وابن وطني ولكن لابد لنا ان نكثر من لا حول ولاقوة لنا الا بالله

مثله مثل كل طلاب هذا البلد يصحو من نومه وقد علق الامال في سحاب الامنيات اخذ ثوبه وتمعن في اهله واخوانه وقف لحظات للوداع يغلفها السكون هكذا هي الاقدار لقد ودع كل شي عندما حزم كتبه ورتبها حسب جدوله ولبس ثيابه وتمعن في كل شي فطرة واقفل الباب بعده لقد خرج خروج مودع لم يعد بعده الى غرفته واسرته رحل وترك لهم الاسى والحزن والتاويل والحسرة لقد ترك القضاء يعبث بافكارهم كيفما يشاء بقي المكان فارغاً داخل البيت والاسرة لا تسمع الا دويا اعمى يثير الامل ببقايا الذكريات إن الطالب محمد رحمه الله كان يبني بروج الاحلام مثله مثل اقرانه وزملائه تجمعهم الدراسة في فصل واحد و سيرة الايام تبني الصداقة في أنس وانشراح ولكنها احيانا اقدار السماء تنسج خيوطها في مقادير الكون نسال الله له الرحمه وان يجعل الابناء اكثر هدوءا وسكونا ، سيكون مكانه اليوم فارغاً ستكون سبورة الفصل انهارا تجري من عيون زملائه سيكون كرسيه شامخاً لوحده سيحتفظ زملائه ببقايا الاوراق والكتابات ستكون صدورهم قناديلها ظلماء على زميلهم ترويها الذكريات بين اهله واصدقائه وبين اخوته سيبقى مكانه داخل البيت فارغاً يزرع من ماء النحيب عليه ورد الذبول كلما رؤوا له من اثر ومآثر فيه ستبقى صورته في جدار التشققات تنزف القطر . ما حدث يحدث بين الزملاء انهم أصدقاء يجمعهم فصل واحد وفي شهر كريم لقد حدث هذا الشي الذي لم يتوقعه احد انها الحياة اليومية التي يركض كل الابناء في هذا الوطن وكل العالم الى ساحة العلم هكذا نطلق ابناءنا في فضاء التعليم يسرحون ويمرحون في حفظ الله ورعايته نستودعهم الله كل يوم يهمون فيه بالخروج الى مدارسهم انه جهاد العلم جهاد الامنيات جهاد الحياة والالتقاء مع الاصدقاء والمعرفه كل ابناءنا هم مثل هذا الطالب ولكن الله يحفظهم بحفظه الكريم هناك اقلام تحاول ان تنال وان تقيم عصاة العقاب على المدرسة والتعليم والمعلم ، اننا اباء تحن قلوبنا وتبكي عيوننا على فلذات اكبادنا. عندما تدخل المدرسة تجيش فيك عاطفة الابوة انهم ابناءك فما بالك بهذا المعلم الذي يرعاهم بالعلم والتوجيه والانضباط وفوق هذا يحاول ان يتعامل مع هذا الطالب بكل انسانيه وابوه ولكن احيانا القدر يكون في موعد قد كتب في لوح الاجال ، الحياة ثمينه والابناء يغلب على امرهم طيش الشباب كما يحدث بين الاخوه فيكون السوء ولكن لا يعلم احدهما ايهما اقرب الى القدر المحتوم هكذا كانت نهاية هذا الطالب وهذا ولله الحمد لا يحدث الا في حالات نادرة جدا في هدا البلد الامين لقد كانت رحمة الابوه حاضرة في والده عندما زاده الله يقينا وإيمانًا وثباتاً وكرما ونخوة ورجولة بان يعفو عمن كان معاه في الشجار عرف السبب وان الطفولة الشابه بريئة لا تحمل في انفاسها الضغينة فكان العفو سيد الموقف ، إنني أب ارسل لك العزاء والتعزية في ابنك وان يجعله الله في جنات النعيم وان يجمعك الله به في الفردوس الاعلى فانت كما قال الله عنهم ( فمن عفى واصلح فاجره على الله )
ان لله وانا اليه راجعون

أبتسم أيها الأنيق
هكذا نعيش في الحياه