جميعنا كبشر بلا شك نؤمن بمبدأ الأخلاق وترسيخ آداب التعامل في عقولنا وقلوبنا والتمسك بأدبيات الحياة. البشر بالعموم يحترمون ويقدرون وأيضا ينجذبون للأشخاص الذين يتعاملون بذوق وأدب وكياسة مع الآخرين. فنجد أن من يتعاملون بذوق مع من حولهم يكون حضورهم ملفت مريح باعثا للسعادة، بعكس الأشخاص الذين لا يراعون التأدب مع غيرهم والذين لا يمتلكون أي أبجديات أو معايير ذوقية أو مراعاة للآداب العامة.

على الصعيد الشخصي، عايشت بشكل أو بآخر الكثير من النماذج البشرية التي للأسف ليس في قاموسها تلك الذوقيات التي من المفترض أن تكون من الأولويات في حياة أي فرد منا أيا كانت ثقافته.

قبل عدة أيام كنت أحادث رئيستي بالعمل بأمر هام عندما اقتحمت المكان إحدى الموظفات بدون أن تراعي حرمة المكان أو حتى تقوم بقرع الباب. تفاجأت بها تقطع ذلك الحديث بكل بلادة واستفزاز مما جعلني أصمت وأغادر المكان فورا.

كنت أستطيع أن أطلب من تلك الموظفة التي قاطعت حديثي مع رئيستي أن تنتظر خارجا حتى أنهي حديثي، ولكنني فضلت الانسحاب والخروج من المكان لأنني شعرت أن ليس كل من نحادثهم سنعقد معهم حوارا بناء وإيجابيا. للأسف بعض الأشخاص لديهم صفات لا تمت للرقي أو احترام الآخرين بصلة.

الدخول على الاخرين بدون طلب الاذن بالدخول أمر غير مستحب بتاتا، وأيضا مقاطعة الغير بحد ذاتها عملية مرهقة وهي ليست بالأمر اللطيف، إذ غالبا ما تدل على عدم الاحترام، هذا بالإضافة إلى أنها تسبب الكثير من الانزعاج وهي من دون شك عادة بغيضة.

أوجه مقالي هذا لكل من هم على شاكلة تلك الموظفة، ما الضير فيما لو تحلى الفرد منا بقليل من الصبر وانتظر خارجا حتى يكمل الشخص الآخر حديثه أو اجتماعه سواء مع رئيسه بالعمل أو مع أيا كان؟

التحلي باللباقة والأدب تعتبر من السلوكيات الراقية التي تؤدي إلى اكتساب احترام الآخرين لك فنحن أمة الأخلاق، والقرآن الكريم كفل لنا ذلك حينما قدم لنا أرقى منظومة أخلاقية وذوقية تضمنت جميع تعاملاتنا الحياتية.

لكن ليس الجميع يقرعون الباب عندما يدخلون على الرئيس، فما العمل؟

كم أحبذ فكرة الباب الموصد وهو أبسط السيناريوهات وهو يعتبر إرسال إيميل لزميلات العمل نصه: “فضلا علي أن أنجز مهامي مع رئيسي، الرجاء عدم المقاطعة حتى رؤية باب المكتب مفتوحا”.